أسبوع يؤثثون جنبات ال"لاَمْبِيكا"، قبل أن ينتشر عدد مهم منهم في ربوع المملكة في الأسبوع الذي يليه، كالحمام ينشر السلام أينما حل وارتحل. يتحملون نفقات التنقل والسفر من مالهم الخاص، ولا يحبذون ترك مدينتهم إلا وهم قادرون على العودة إليها بكرامتهم، فصيلين لفريق واحد، وهدفهم واحد، لقب الدوري و"مُونديَالِيتُو" 2014.. إنهم جماهير المغرب أتلتيك تطوان. قليلة هي الجماهير التي تساند فريقها في الضراء قبل السراء، وقليلة هي المدرجات التي تعاني الاكتضاض بعد خسارة فريقها لمباراة في البطولة، أو عجزه عن تحقيق فوز في سبع مباريات متتالية. هذا ليس حال جماهير المغرب التطواني التي لازمت فريقها طيلة خمسة عشر جولة من الدوري المغربي للمحترفين، بحضور جماهيري تراوح بين 12 ألفا و15 ألف مشجع بملعب سانية الرمل، أو ال"لاَمْبِيكا" كما يحلو لأهل تطوان تسميته، مقابل تنقلات خارج المدينة تقدر بثلاثة آلاف وأربعة آلاف مشجع. بال"بوفاندا" و"لاباندا"، أي الوِشاح والطَّبْل، يتسلحون عند دخولهم الملعب، متمركزين ب"الكورفا" بالنسبة لفصيل "لوس ماتادوريس"، فيما اختار فصيل ال"سيمبري بالوما" الجهة المقابلة للمنصة الشرفية من أجل وضع "الباش"، يتغنون بفريقهم ويرددون من أجله أجمل شعارات الحب والوفاء والتضحية، وفي إحداها قالوا.. "بَالوما بْروفيسُور، فْكُلّْ مدينة مْعاك نْدور والحَمرا نوسْترا آمور..". وكما لكل جواد كبوة، كان لفصيلي الفريق الواحد فترة صراع وعدم استقرار في بداية الموسم، سرعان ما تغلبا عليها بسلاح التنسيق بين نواتي الفصيلين، حتى أصبحت كلمتهما واحدة تسري على أعضاء المجموعتين والجماهير كافة، يجتمعون قبل المباريات ويؤطرون الجماهير التي ستتنقل لمساندة فريقها خارج الميدان. نشروا بلاغات "لا للحقد والكراهية" مع جماهير الأندية الوطنية ودعوا إلى نسيان حادثة جماهير "الكاك" التي راح ضحيتها المشجع التطواني "زيد الفايز" رغبة منهم في تغيير عقلية المشجع المغربي. جمهور تطوان حقق بالأمس القريب ما عجزت عن تحقيقه جماهير أكبر الأندية الوطنية، إذ تجاوز عدد أنصار الفريق الذين تنقلوا إلى العاصمة الرباط من أجل متابعة آخر جولة من أول نسخة للبطولة الوطنية للمحترفين بين الفتح الرباطي والمغرب التطواني قرابة ال 30 ألف متفرج، وهو رقم قياسي ربط من خلاله جمهور "الماط" علاقة وطيدة مع المدرجات، وذاق بعده مباشرة حلاوة اللقب. وهم الآن في محاولة لتكرار نفس السيناريو وكسب درع آخر يذهب بالكرة الجميلة للتطوانيين إلى العالمية بعد "دقة دقة" الرجاء. "نريد إعطاء صورة جميلة عن أبناء الشمال، لهذا لا نشجع الجمهور على مرافقة الفريق دون التوفر على مبلغ مالي كاف يغطي مصاريف الرحلة، نسعى من جانبنا لمساعدة الفريق لوضع اسمه بقوة بين كبار البطولة" يقول فيصل "كابو" فصيل "سيمبري بالوما" الذي يلعب دور "المايسترو" بين جماهير التطواني. فيصل تكلم في تصريحه ل"هسبريس الرياضية" عن الدور الفعال للجماهير في مساندة الفريق، مردفا.."نود أن نكون حقا اللاعب رقم 12، دائما كنا حاضرين بالميدان من أجل تشجيع نادينا بشتى الطرق، فلا شك أن الجميع يتابع اللوحات التي نرسمها على المدرجات في كل مباراة تحتضنها المدينة تقريبا". المتحدث نفسه كشف عن حاجة كل مكونات النادي للفوز ببطولة هذا الموسم من أجل تمثيل المغرب في كأس العالم للأندية، التي تحتضنها المملكة للسنة الثانية على التوالي، موجها في الوقت نفسه نداء للمسؤولين بتوفير ملعب يليق بفريق من حجم المغرب التطواني وجمهوره. عبد الواحد، الناطق الرسمي لفصيل "لوس متادوريس" أيد كلام فيصل وزاد "كجمهور نركز على القيمة الأخلاقية لأنها عماد النجاح في هذا المجال كغيره، نحاول أن نكون قدوة حسنة لشباب تطوان". وأضاف في حديثه ل"هسبريس الرياضية" أن الجماهير عمدت إلى توجيه العديد من الرسائل خلال المباريات التي خاضها الفريق للمكتب المسير واللاعبين والجماهير الوطنية قاطبة، للدفع بالفريق لتحقيق نتائج إيجابية تارة ومن أجل الحث على التسامح بين الجماهير الوطنية تارة أخرى.