خرج جمهور المغرب التطواني أو بالأحرى كل أبناء مدينة تطوان، نساء ورجالا شيبا و شبابا، الى شوارع وساحات المدينة ، وإلى كل أحياء المدينة في أجواء خاصة للاحتفال بفوز نادي مغرب اتلتيك تطوان بالبطولة ،الثانية له في إطار الدوري الاحترافي، و للإحتفال بإنتزاع بطاقة التأهل إلى بطولة العالم للأندية لأول مرة في تاريخ النادي . وقد انطلقت الفرحة مباشرة من ملعب سانية الرمل، قبل أن يتسلم درع البطولة عميد الفريق التطواني محمد أبرهون من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد فوزي لقجع، بل و قبل أن يعلن حكم مقابلة أولمبيك آسفى و الرجاء البيضاوي، لتنتقل الجماهير التطوانية في أمواج بشرية ضخمة عبر كل الشوارع المؤدية إلى ساحة مولاي المهدي لتحتفي بنشوة فوز فريق الحمامة البيضاء ،الذي فرض نفسه في السنوات الاخيرة كأحد أبرز الفرق الوطنية. وهكذا امتلأت كل الشوارع والساحات الرئيسية بالجماهير المحبة لإنتصارات و بطولات نادي المغرب أتلتيك تطوان، وخرجت في مسيرات عفوية و حضارية ، فرحة و حاملة الأعلام الوطنية وأعلام الحمراء و البيضاء والشارات و قمصان الفريق و « المنديل والشاشية الجبلية «والقلنسوات الحاملة لشعار الفريق والأقمصة، مرددة أغاني و شعارات و أهازيج خاصة، تعبر عن فرحة الجماهير بهذا الحدث الاستثنائي، وتخليدا لهذا التتويج ،الذي عاشت على أمله منذ انطلاق الموسم الكروي المنتهي رغم بعض الكبوات العابرة التي عرف الفريق كيف يتجاوزها . وقد طال ليل تطوان في ذاك الأحد السعيد الذي سطره أشبال عزيز العامري في الذاكرة الرياضية لأهل تطوان، حتى أضحت أصوات مكبرات السيارات تكسر صمتها الذي عاشته طيلة الأسبوع المنصرم، و بحت الحناجر في ذاك الليل، والتي كانت تردد «كامبيونيس ..كامبيونس» (أبطال ..أبطال) و»فيفا تطوان» (تحيا تطوان) و»سييمبري ميخوريس» (دائما نحن الأحسن) و»بطولة جبلية» و»المغرب التطواني ...أولي أولي أولا « ، وهي شعارات ستعلو مدينة تطوان على ما يبدو على مدى الأسابيع القادمة . و يبدوا أن القدر أنصف مدينة تطوان و فريقها الأتلتيك ،الذي قاد قاطرة البطولة منذ الدورة الأولى بالرغم من بعض التعثرات و الكبوات ولحظات الفراغ ،التي مر منها في أوقات متقطعة من مسار البطولة الاحترافية، وأن الحظ كان دائما في جانب أصدقاء أبرهون، الذين آمنوا بكل حظوظهم حتى صافرة النهاية التي كانت لحظة انطلاق أفراح المدينة وأبنائها، الذين سعدوا بهذا التتويج، و أنساهم كابوس العثرة السابقة أمام أشبال فوزي البنزرتي، والتي كادت أن تعصف بأحلام مدينة الحمامة البيضاء . وبهذا التتويج المستحق دخل الفريق التطواني بدوره الى «العالمية» ، و لم يعد فريق الرجاء البيضاوي يحتكره لنفسه، وأتاح له المشاركة في بطولة العالم للأندية التي سيحتضنها المغرب في مطلع السنة القادمة لمقارعة فرق عالمية كبيرة يتقدمهم نادي ريال مدريد (الحائز السبت الماضي على كأس دوري أبطال أوروبا)، وتسجيل اسمه ضمن قائمة الفرق الافريقية الكبيرة التي تبصم على مسارات متميزة في بطولاتها الوطنية بمشاركة النادي التطواني السنة القادمة في عصبة الأبطال الأفريقية . و يبقى على أهل تطوان و مسؤولي فريق الأتلتيك، بعد الإنتشاء بهذا التتويج، العودة إلى مواقعهم، واستخلاص العبر و المعاني من هذا التكليف، الذي رفع درجة حواجزه فريق الرجاء البيضاوي بالوصول إلى محطة نهاية كأس العالم للأندية، مما يتطلب على فريق الحمامة البيضاء التفكير منذ هاته اللحظة في تشريف الكرة الوطنية في المحافل الدولية، سيما و أن على عاتقه مهمة كبيرة لابد له أن ينجح فيها ... Viva atletic ... viva tetuan