هي أشبه بالأغنية الفرنسية الشهيرة "Ramenez La Coupe à la Maison"، تلك التي تجسد مشهدها الختامي بعودة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى مركب "الوازيس"، إلى جانب نسخته القديمة التي وجدت لها مكانا في رفوف مركب الرجاء الرياضي منذ 15 سنة من اليوم، حيث جلبه سفيان رحيمي، ابن الحاج "يوعري"، خدوم النادي "الأخضر" الوفي، إلى المنزل؛ وهو مركب النادي "الأخضر" نفسه، حيث ترعرع على وقع الاحتفالات بالألقاب. في يوم الاحتفاء بالأبطال، خصص لهم استقبال يليق بالمقام، حيث غص المخرج رقم 2 لمطار محمد الخامس الدولي، منذ صبيحة الثلاثاء، في انتظار الطائرتين القادمتين من كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، الأولى التي أقلت أنصار الفريق "الأخضر" والثانية التي تعلقت بها الأنظار في انتظار رؤية ركابها، من أعضاء المكتب المديري للنادي الذين رافقوا الفريق، الطاقم التقني، الطبي والإداري، وخاصة اللاعبين، الذين خرجوا فرادى تحت هتاف المئات ممن كانوا في انتظارهم قبل صعود الحافلة. في بهو المطار، حيث كانت الأجواء نسبيا أكثر هدوءا من الخارج، فاجأ محمود بنحليب، هداف كأس "الكاف"، الإعلاميين، بتصريح جريء، قال فيه إنه سيغادر الفريق "الأخضر" قريبا، ولعل اللقب الذي ذرفت عيناه الدموع لمعانقته، سيكون الأخير للاعب الشاب، المرشح ضمن قائمة أفضل لاعبي القارة السمراء لهذه السنة. الطريق إلى "الوازيس"، لم تكن أكثر قساوة من طريق نواذيبو، أبيدجان، برازافيل، آبا أو كينشاسا، حيث عاد اللاعبون إلى دفء ملعبهم، وسط موكب من السيارات والدراجات، للعشاق الذين ارتأوا إلا أن يصطحبوا حافلة الفريق إلى موقفها الأصلي. هناك حيث حج العديد من الأنصار والمحبين، بالإضافة إلى بعض منخرطي النادي من أجل تحية أبطال القارة وتهنئتهم. ولأن الرجاء "الحب، التاريخ والجغرافيا"، كما قالها الحاج "يوعري" ذات مرة، فإن الأخير فتح أبواب منزله للعائلة "الرجاوية" الكبيرة، حيث جالت كأس "الكاف" بين الأيادي، عانقها البعض وقبلها البعض الآخر، كما فضل أن يكون رحيمي "الابن" حامل مشعل العائلة التي أسدت خدمات كبيرة للنادي "الأخضر"، كما تشهد على ذلك ملاحم الرجاء القارية منذ القدم..1989، 1997، 1999، 2003 والآن 2018 بجيل جديد. في انتظار الاستقبال الرسمي الذي من المنتظر أن تخصصه السلطات المحلية لمدينة الدارالبيضاء، منتصف الأسبوع الجاري، بالإضافة إلى الاحتفاء باللقب مع الأنصار في ملعب محمد الخامس، سيطوي قريبا "الرجاويون" صفحة كأس "كاف" النسخة الماضية ويفتحون أخرى مقبلة في متم الشهر الجاري بدخول غمار الحفاظ على اللقب وخوض نهائي "السوبر"، فالشهية تأتي مع الأكل، والرجاء مقبلة على استحقاقات قادمة، لا يرضى فيها "النسر" إلا بالتحليق عاليا، كما عرفته القارة "السمراء".