استطاع فريق الرجاء البيضاوي تجاوز أزمته المادية التي عانى منها السنة الماضية، ويتجلى ذلك من خلال النتائج الجيدة التي يحققها مع مدربه الإسباني، خوان كارلوس غاريدو، والذي تمكن من خلق مجموعة لا تنظر للوراء، وتبحث عن حصيلة إيجابية تسعد بها جماهيرها. غاريدو ورغم الانتقادات التي تلقاها الموسم الماضي، إلا أنه حافظ على رباطة جأشه وواجه الجماهير الغاضبة بكل ثبات، مؤمنا بمرحلة التغيير القادمة، حتى إن الجماهير الرجاوية نفذ صبرها وطالبت بإبعاده عن الفريق بسبب نتائج متذبذبة في البطولة أبعدته عن المنافسة على البطولة التي احتل فيها المركز السادس ب48 نقطة، وشهدت شدا وجذبا بين اللاعبين والإدارة بسبب التأخر في الحصول على المستحقات وتسبب ذلك في إضرابات كثيرة عن التداريب. التتويج بكأس العرش لم يشف غليل جمهور الفريق "الأخضر"، وعاش على وقع مشاكل عديدة في عهد الرئيس السابق سعيد حسبان، الذي بات "العدو" الأول للجميع في طريق إعادة النادي إلى سابق توهجه، بغيابه عن التتويج بالبطولة منذ سنة 2013، رغم أنه حصل على لقب كأس العرش على حساب الدفاع الحسني الجديدي. خلال بداية الموسم، اختلف الوضع، الرجاء يحصد "الأخضر واليابس"، انتصارات متتالية في البطولة والكأس، ولم ينهزم إلا مرة وحيدة في كأس الكونفدرالية الإفريقية في دور المجموعات، في حين صعد لربع النهائي كمتصدر لمجموعته، وهو الآن أمام فرصة للعبور إلى النصف، بفوزه خارج الميدان أمام "كارا برازافيل" الكونغولي بهدفين لهدف واحد، ويضع نصب عينيه لقب البطولة للتتويج بها. وباتت جماهير الرجاء مرتاحة للنتائج الإيجابية، وهي الآن متفائلة بمستقبل النادي الذي يضم مزيجا من لاعبي الخبرة والشباب، وغالبيتهم يعلمون جيدا عراقة الفريق وتاريخه المحلي والقاري، وخلفهم "جيش" من المشجعين الذين يساندونه في الضراء قبل السراء، في انتظار ألقاب قادمة بعد سنوات من غياب البطولات عن خزينة النادي. ويأمل غاريدو أن يواصل عمله ويتقدم به إلى أن تحتفظ الجماهير بذكريات متميزة معه، خصوصا وأن المدرب الإسباني بات يبادلهم نفس الشعور ويتفاعل مع متطلباتها، ويؤسس لجيل جديد من الرجاء، يحلم به بأن ينسج معه قصة سعيدة تتذكره بها إلترات "المكانة" وجماهير "العالمي".