بعد مواجهته للنادي القنيطري برسم منافسات كأس العرش، يدخل الرجاء البيضاوي مجددا غمار منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية، حيث تنتظره رحلة شاقة صوب الكونغو لملاقاة فريقها كارا برازافيل برسم ربع نهائي هذه المسابقة القارية، الفريق الأخضر وبعد غياب طويل عن هذا الدور، يعود هذا الموسم بقوة للواجهة القارية بعد أن احتل صدارة مجموعته بالرغم من تواجد أندية قوية وعريقة، النسور بقيادة المدرب غاريدو تعاملوا مع كل المباريات السابقة بحزم، وحققوا الريمونتدا بعد البداية المتعثرة، وهذا ما يجب استثماره في دور الربع من أجل المنافسة بقوة على اللقب القاري. النسور في تمام الجاهزية يبدو الفريق حاليا في تمام جاهزيته بعد الانطلاقة الجيدة التي وقع عليها النسور، حيث حققوا نتائج في المستوى في كل المنافسات التي يشاركون فيها، كما بات الفريق الأخضر يتوفر على ترسانة مهمة من اللاعبين الجيدين، بعد ان أقدمت اللجنة المؤقتة على تعزيز الصفوف، وأصبحت القاعدة موسعة وتمنح هامشا مهما من الإختيار بالنسبة للمدرب غاريدو، وباستثناء الهزيمة بميدان فيتا كلوب الكونغولي فإن باقي النتائج التي حققها النسور منذ بداية الموسم تبشر بالخير، كما خلفت ارتياحا وسط الجماهير الرجاوية التي عادت لتساند فريقها بكل قوة. معنويات مرتفعة ساهمت النتائج التي تحققت مؤخرا في إعادة الهدوء والإستقرار للقلعة الخضراء، وباتت شهية اللاعبين مفتوحة لمزيد من الإنتصارات، خاصة بعد العمل الكبير الذي قامت به اللجنة المؤقتة، ما ساهم في إعادة الإستقرار للمجموعة، وتوفير مناخ ملائم لإعداد جيد، ومن دون شك فإن الطاقم التقني بقيادة المدرب غاريدو سيستغل بدوره هذا الجانب، حيث سيعمل على إعداد لاعبيه من الناحية النفسية بالدرجة الأولى، ليكونوا في تمام الجاهزية يوم المباراة، فرصيد الفريق الأخضر من الألقاب القارية، وتجاربه السابقة تفرض على العناصر الحالية التسلح بالعزيمة والإصرار وتحدي كل الصعوبات لتكون في الموعد وتتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية تزكي صحوة الكرة المغربية وعودتها القوية للريادة بالقارة السمراء. فرصة للمنافسة على اللقب بتجاوزه لدور المجموعات يكون الفريق الأخضر قد أنجز المهمة الأولى، لكن الأكيد أن مرحلة الجد قد انطلقت بدخول دور الربع، وذلك باعتبار قوة الأندية التي حجزت بطاقة العبور لهذا الدور، فهذا الدور يختلف عن نظام البطولة، حيث خروج الفريق المنهزم من مباراتين، وهذا ما يفرض التعامل مع هذه المباريات بطريقة مختلفة، وذلك بتفادي التعرض للهزيمة خارج القواعد، الفريق الأخضر يتوفر على امتياز خوض الإياب بميدانه، لكن ذلك يفرض أولا استثمار مباراة الذهاب على نحو أفضل، ولعل تجاوز هذا الدور سيفتح الباب على مصراعيه للرجاء من أجل المنافسة على لقب النسخة الحالية، خاصة في ظل وجود ترسانة مهمة من اللاعبين المخضرمين من أصحاب الخبرة، إلى جانب عناصر شابة يحدوها طموح كبير لنقش إسمها في تاريخ الفريق الأخضر. الثقة واحترام الخصم من خلال المواجهات السابقة يبدو بأن العناصر الرجاوية قد تمرست أكثر بالمنافسات الإفريقية، التي تحتاج أكثر لحضور بدني قوي وتركيز ذهني من أجل تحقيق النتائج الإيجابية، وهذا الأسلوب والتعامل الجيد مع المباريات هو ما مكن الفريق الأخضر من العودة من بعيد ومفاجئة باقي منافسيه ومن ثم احتلال الصدارة التي ابتعد عنها مؤقتا في بداية المشوار،و للإستمرار في حصد النتائج الإيجابية، يجب على العناصر الرجاوية أن تفرض شخصيتها وتثق في مؤهلاتها، مع ضرورة احترام الخصم دون مبالغة في ذلك، كما يجب كذلك التحلي بالحيطة والحذر في مثل هذه المواجهات خارج القواعد، مع استغلال أمثل للفرص التي ستتاح لخط الهجوم، فحضور الفعالية على مستوى الهجوم مهم جدا في هذه المباريات، خاصة أن الخصم سيحاول لعب ورقة الضغط والهجوم من أجل حسم نتيجة المباراة لصالحه. الخصم مجهول كارا برازافيل ليس ذلك الفريق القوي، ولا يتوفر على إنجازات كبيرة على الساحة الإفريقية، ما يجعله في متناول نسور الرجاء لكن شريطة التعامل مع المباراة بكل الجدية اللازمة، الفريق الكونغولي يحتل حاليا المرتبة الخامسة في البطولة المحلية بعد أن خاض 24 مباراة، ما يؤكد بأنه في قمة التنافسية عكس الرجاء الذي خاض مباريات على رؤوس الأصابع، ويبدو بأن تركيز فريق كارا على المنافسات الإفريقية قد كلفه ضياع بعض النقط الثمينة في البطولة المحلية، حيث خسر اللقاءين الأخيرين وتراجع بالتالي في سبورة الترتيب، هذا المعطى يمكن لفريق الرجاء استغلاله لصالحه باعتبار تأثير مثل هذه النتائج السلبية على معنويات اللاعبين. الحسم في الإياب المباراة ستكون في شوطين الأول يوم الأحد القادم ببرازافيل، في حين أن هناك شوط ثاني هنا بمركب محمد الخامس بعد أسبوع، العودة بنتيجة إيجابية من خارج القواعد ستكون له انعكاسات إيجابية على المجموعة الرجاوية وسيرفع من حظوظها لتجاوز هذه المحطة، وكما قلنا سابقا فإن عودة النسور بقوة للواجهة القارية ليس فقط من أجل المشاركة، وإنما من أجل المنافسة على اللقب، باعتبار تاريخ الفريق الأخضر وسجله من الألقاب والمشاركات القارية التي كانت ناجحة في أغلب الأحيان، وهي فرصة مواتية لهذا الجيل الجديد من اللاعبين لتخليد إسمها في تاريخ الفريق بالحصول على هذا اللقب الذي طال انتظاره من طرف كل مكونات الفريق الأخضر. الأحد 16 شتنبر 2018 بالكونغو: ملعب ألفونس ماسيمبا (برازافيل) الساعة 14: كارا برازافيل الرجاء البيضاوي