يفتتح الرجاء مسيرته في دور المجموعات من كأس الكونفدرالية بمواجهة قوية مع فريق فيتا كلوب، أحد أقوى الأندية الكونغولية إلى جانب فريق مازيمبي، الخصم خرج لتوه من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية بعد إقصائه من الدفاع الجديدي. وبالتالي فإن رحلته الثانية للمغرب لن تكون من أجل السياحة، وإنما من أجل رد الإعتبار للكرة الكونغولية، وبالتالي فقد يبذل كل الجهود للخروج بنتيجة إيجابية، ما يعني بأن المواجهة ستكون على صفيح ساخن بين فريقين يسعيان لضمان التأهل عن مجموعة الموت. تجديد العهد مع الماضي نتائج الفريق الأخضر على مستوى البطولة المحلية غير مستقرة في الدورات الأخيرة، لكن على المستوى القاري كان الوضع مختلفا تماما بعد الصورة الجيدة التي قدمها النسور في أغلب المباريات، خاصة خارج القواعد، حيث عادوا بانتصارين مهمين على حساب نواديبو الموريتاني وزاناكو الزامبي، ما خلف نوعا من الإرتياح لدى مكونات الفريق الأخضر، هذه العودة الموفقة للمنافسات الإفريقية، وهذا التأهل المستحق لدور المجموعات بعد غياب طويل يزكي الرغبة القوية التي تحدو اللاعبين لتجديد العهد مع الماضي المشرق حين كان النسر الأخضر يصول ويجول في الأدغال الإفريقية ويحصد وراءه الأخضر واليابس، وهذا طموح مشروع لهذا الجيل الذي استطاع تحدي كل المعيقات والمشاكل ليتوج بلقب كأس العرش، وينافس على لقب البطولة لآخر أنفاسها. الإختبار الحقيقي صحيح أن الرجاء حقق ثلاث انتصارات مقنعة في مشواره الإفريقي، وتعادل وحيد داخل القواعد، لكن الإختبار الحقيقي ينطلق من الجولة الأولى لدور المجموعات، وهذه المواجهة مع خصم من حجم فيتا كلوب هي المحك أمام أشبال المدرب غاريدو، فهي التي ستؤكد مدى جاهزية النسور لمواجهة كبار القارة، فالوصول لهذه المرحلة، وفي منافسة إفريقية من هذا الحجم يجب على الفريق أن يستعد بشكل جيد ليكون في تمام الجاهزية يوم المباراة، ويتفادى المفاجآت، والبطولة تقتضي جمع أكبر عدد من النقط،و استغلال جيد لكل المباريات خاصة تلك التي تجرى داخل القواعد لأن الفوز فيها يرفع من حظوظك للمرور لربع النهائي. الخصم يبحث عن كبريائه نادي فيتا كلوب وبعد هزيمته السابقة أمام الدفاع ي الجديدي الذي أخرجه من عصبة الأبطال، سيتخذ كل الإحتياطات اللازمة في رحلته الثانية لأرض الوطن، وسيبذل قصارى جهوده لإحراج الرجاء والعودة بنتيجة إيجابية تمكنه من الإنتصار لكبريائه، وتأكيد قوة الكرة الكونغولية على المستوى القاري، هذه الحسابات ستزيد من صعوبة المهمة التي تنتظر الفريق الأخضر، ما يفرض على اللاعبين والطاقم التقني الإعداد الجيد لهذه القمة الإفريقية، ووضع كل الإحتمالات بعين الإعتبار لأن الخصم متمرس على المنافسات الإفريقية. تركيز على الواجهة القارية بالرغم من محدودية التركيبة البشرية للرجاء، فقد استطاع أشبال غاريدو تحدي زاناكو بميدانه وعادوا بنقط الفوز من لوساكا، كما عادوا قبل ذلك بفوز عريض وبتأهل مستحق من نواديبو الموريتانية، الفريق الأخضر أكد بهذه النتائج تركيزه الجيد على هذه المنافسة القارية، وكذا حسن تدبيره للمواجهات المباشرة ذهابا وإيابا، وهذا ما تأكد كذلك من خلال مشاركته على مستوى واجهة كأس العرش التي توج بلقبها، ويبقى الأهم هو كيفية تدبير مباريات البطولة التي تتطلب حصد أكبر عدد من النقط، وفي المناسبات السابقة استطاعت تحدي كل المشاكل والصعوبات، وتجاوزت كل الإحباطات، وبفضل العزيمة والإصرار، وكذا خبرة وتجربة بعض الثوابت والركائز الأساسية كان الفريق دائما في الموعد، وكما فاز بلقب كأس العرش فبإمكان المجموعة الحالية الذهاب لأبعد نقطة في هذه المنافسة القارية. البحث عن النقط الثلاث بذكاء الإستقبال بالميدان يفرض على النسور البحث عن النقط الثلاث والفوز في المباراة، في حين ينتظر أن يعمد الخصم لتحصين دفاعه وملء خط الوسط مع المناورة بهجومات مضادة سريعة لخطف هدف يمكنه بعثرة أوراق الفريق الأخضر، مثل هذه المباريات تلعب على جزئيات بسيطة، وهذا ما يتطلب توخي الحذر، والتعامل مع المباراة بكل جدية منذ بدايتها إلى نهايتها، فمثل هذه الفرق تعاقبك عند أي سهو أو تهاون، ومن دون شك فإن المدرب غاريدو بفضل خبرته و تجربته سواء بأوربا، أو كذا مع الأهلي المصري بالأدغال الإفريقية سيتعامل بذكاء مع هذه المباراة وذلك بإغلاق المساحات، مع الإعتماد على السرعة في تنفيذ العمليات الهجومية، كما يجب كذلك تجنب بعض الأخطاء الفردية التي ارتكبت في بعض المباريات و كلفت الفريق الأخضر ضياع العديد من النقط والإنتصارات. الجمهور الرجاوي سيكون في الموعد عودنا الرجاء بأنه يكبر في المواعيد الكبيرة، خاصة حينما يتعلق الأمر بالمسابقات الخارجية التي يمثل فيها الكرة المغربية، وهذا ما تأكد هذا الموسم كذلك في هذه المنافسة القارية، والجماهير الرجاوية بدورها تعرف جيدا قيمة فريقها، لذلك فهي دائما مع فريقها تسانده في مختلف المحطات، فقد كانت حاضرة بلوساكا، حيث قطعت ألاف الكيلومترات من أجل دعم ومساندة الفريق الأخضر خارج قواعده، ويوم الأحد القادم بمركب محمد الخامس سيكون الموعد مع هذه القمة، ومن دون شك فإن الأنصار والعشاق وفي مقدمتهم جمهور «المكانة» سيكونون وراء فريقهم، كل الحناجر ستكون وراء المجموعة الرجاوية، لأن الهدف واحد هو ضمان حضور الفريق الأخضر كممثل للكرة المغربية في دور الربع من كأس الكاف، وعودته بقوة للواجهة القارية. البرنامج كأس الكونفدرالية الإفريقية دور الجموعات (الجولة 1) الأحد 6 ماي 2018 بالدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س20: الرجاء البيضاوي فيتا كلوب الكونغولي