أَسال موضوع قانونية مشاركة اللاعب النيجيري ميشيل باباتوندي رفقة فريقه الوداد البيضاوي، مداد العديد من الدعامات الإعلامية الوطنية، مما غدى نقاشا واسعا على مستوى منصّات التواصل الاجتماعي، حتى تحوّل إلى "بوليميك" رأي عام رياضي محلي، انتقل من مناقشة القانون الذي أحدثته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بخصوص أجانب البطولة الاحترافية المحلية، إلى طرح تساؤلات عن مدى احترامه الضوابط المحدّدة له عند التعاقد مع هؤلاء الأخيرين. "المتهم بريء حتى ثبوت إدانته"، والنيجيري ميشيل باباتوندي كذلك عند وضعه في دائرة الاتّهام بعدم احترامه لقانون الأجانب موضوع الجدل، إذا أسقطنا اسم اللاعب الدولي السابق على تحقيق بسيط من استيفائه الشروط المحدّدة لتقييد اسمه ضمن أجانب البطولة الاحترافية المغربية، لمّا وقع في كشوفات الوداد البيضاوي، في فاتح يوليوز الماضي. هل يملك ميشيل باباتوندي عشر مباريات دولية مع المنتخب النيجيري في السنوات الثلاث الأخيرة؟.. سؤال طرحناه على الأطراف المتداخلة في الموضوع، بداية باللاعب عن طريق وكيل أعماله، مرورا بمسؤولي الاتحاد النيجيري لكرة القدم وصولا إلى نظرائهم في جامعة كرة القدم المغربية، إذ تم التوصّل إلى استنتاج مفاده أن تأهيل لاعب الوداد الحالي للعب بالقميص "الأحمر" تم بناء على وثيقة رسمية مختومة من أعلى جهاز كروي نيجيري، يشعر فيها الأخير بأن اللاعب السالف الذكر له في رصيده صفة "الدولية" لعشر مناسبات في السنوات الثلاث الأخيرة. هنا مربط الفرس، في حال أردنا التدقيق أكثر في هذه المباريات العشر التي خاضها باباتوندي، انطلاقا من النص القانوني الذي يقول بالحرف "يجب أن يشارك اللاعب، خلال السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل في عشر مباريات رفقة المنتخبات الوطنية لبلاده: مباريات ودية ورسمية إقصائية، نهائيات الكان، كأس العالم والشان"، وهو أحد أول الشروط المحدّدة وليس الأوحد والأخير من أجل تأهيل أجانب البطولة من عدمه. إجماع مسؤولي الجهاز الكروي المغربي ممّن تحدّثوا ل"هسبورت" عن الموضوع، على أن البند الأول من "قانون الأجانب" حسم تأهيل باباتوندي، أحال إلى التدقيق في وضع تاريخ 01/07/2015 بداية لجرد عدد مباريات الدولي النيجيري، على اعتبار ثلاث السنوات الأخيرة قبل توقيعه في كشوفات الوداد، إلا أن الغموض لف حول ثبوت ذلك، رغم التزام الاتحاد المحلي النيجيري بتحمّل المسؤولية. خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وإذا استثنينا عدم إمكانية مشاركة باباتوندي رفقة المنتخب المحلي النجيري في "شان 2016"، نظرا إلى كونه لاعبا محترفا، أو استدعائه ضمن منتخب أقل من 23 سنة، نظرا إلى تجاوزه السن القانوني، تبقت فرضية المناداة عليه في المباريات الودية الدولية والرسمية للمنتخب الأول، على غرار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، التي انطلقت أولى جولاتها باستضافة المنتخب النيجيري لنظيره التشادي في تاريخ 13/06/2015، حينها شارك باباتوندي لاعبا رسميا في 73 دقيقة كما هو مسجّل في ورقة المباراة ل"الكاف". تعاقد الاتحاد النيجيري بعدها مع الناخب المحلي سانداي أولييش، الأخير أعلن عن قائمة اللاعبين المستدعاة لمواجهة المنتخب التانزاني في خامس شتنبر 2015، لحساب الجولة الثانية من التصفيات، إلا أن قائمة 18 محترفا لم تحمل اسم ميشيل باباتوندي، استنادا إلى القائمة الرسمية عبر موقع الاتحاد النجيري، بتاريخ 17 غشت 2015، وهو الأمر الذي انطبق على معسكر بلجيكا الذي تلاه في الشهر الموالي، حيث لم تشمل دعوة الناخب النيجيري اللاعب السالف الذكر، ضمن قائمة 24 لاعبا المستدعاة للالتحاق في 5 نونبر من أجل خوض وديتي الكونغو والكاميرون. دوليا دائما، غاب اسم ميشيل باباتوندي، حينما كان لاعبا لفريق دنيبرو الأوكراني، عن القائمة الرسمية المستدعاة لخوض مباراتي سوازيلاند، في 13 و17 نونبر 2015، لحساب الدور التصفوي الثاني لنهائيات كأس العالم 2018، كما خلت منه أيضا الورقة الرسمية للمباريات عبر موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم. بعد انضمامه إلى الرجاء في يناير 2016، كان باباتوندي يستوفي شروط المباريات العشر الدولية، اعتبارا من يناير 2013، إلا أن المناداة عليه للمنتخب لم تتم خلال مواجهتي مصر، في مارس 2016، حينها كان الناخب الوطني يدعى سامسون سياسيا، الأخير وجّه الدعوة إلى لائحة موسعة تضم 42 لاعبا، ولا وجود لاسم ميشيل باباتوندي فيها. اتّصلنا بالناخب الوطني النيجيري السابق، وسألناه عن مناداته على لاعب الرجاء حينها، فنفى أن يكون قد استدعى باباتوندي لمواجهتي مصر، قبل أن يستطرد القول "لست متأكدا، لا يمكنني التذكر جيدا، أعتقد أنه كان في دكة البدلاء"، الشك الذي قطعه يقين التزام باباتوندي بخوض مباراة رفقة فريقه الرجاء أمام المغرب الفاسي في منافسات البطولة، مع العلم أن اللاعب لم تتم المناداة عليه "دوليا" وهو محترف في البطولة المغربية، سوى في المباراتين الإعداديتين الدوليتين للمنتخب النيجيري أمام مالي واللوكسمبورغ، في آخر أسبوع من ماي 2016. إلى أن يثبت العكس، كانت تلك المباراتان آخر ظهور للاعب موضوع الجدل "دوليا"، علما أنه انتقل بعدها صوب الدوري القطري و"ضحى" بقميص المنتخب النيجيري، نقلا عن أقوال وكيل أعماله، في تصريح سابق للجريدة، قبل أشهر، حين عاد اللاعب إلى المغرب من أجل التوقيع للوداد، علما أن سعيد الناصيري، رئيس الوداد، أكد في تصريحات لهسبورت توفر باباتوندي على أزيد من عشر مباريات دولية، وأن المناداة عليه لمباريات المنتخب يكفي لاحتسابها حتى وإن لم يتم وضع اسمه ضمن قائمة اللقاءات. التزام الاتحاد النيجيري الصمت في ما يخص إثبات شرط المباريات العشر الدولية للاعب ميشيل باباتوندي، رغم استفسار "هسبورت" عبر مراسلة على البريد الالكتروني، بالإضافة إلى طرح الموضوع على مسؤول التواصل لدى الجهاز المحلي، أسقطناه على عدم إلحاح الجامعة المغربية على التدقيق في الأمر، ما دام أن الأخيرة تتوفّر على كل الضمانات القانونية لسلامة وضع اللاعب، هذا ما دفعنا إلى طرح تساؤل آخر.. هل يحمي قانون "الأجانب وضع باباتوندي"؟. الإجابة كانت واضحة مع وضوح النص القانوني، حيث أن القانون المغربي يحمي وضع لاعب الوداد البيضاوي، فيما يتعلّق ببابه الثاني، حرف "أ"، الذي ينص على أن "اللاعبين الأجانب في وضعية قانونية، الذين يتوفّرون على رخصة إقامة في المغرب، بناء على تسجيل سابق، لا يخضعون لقاعدة عدد المشاركات رفقة المنتخبات الوطنية أو الدوري الوطني الاحترافي"، وهو ما ينطبق على باباتوندي الذي له رخصة إقامة في المغرب منذ فترة لعبه رفقة الرجاء البيضاوي. هذا البند الأخير، ينطبق فقط على اللاعبين الأجانب الممارسين في الدوريات الأوروبية الكبرى ودوريات أمريكا الجنوبية، الذي يستوجب عليهم امتلاك عقد احترافي يمتد لستة مواسم رياضية على الأقل مع أندية دوريات القارات المحدّدة سلفا، أو الذين شاركوا في عشر مباريات على الأقل في دوري احترافي خلال الموسمين الأخيرين"، وهو ما قد يبرئ ذمّة اللاعب النيجيري ميشيل باباتوندي من أي لبس قانوني بشهادة أهل الاختصاص داخل دواليب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.