طنجة التي لا تنام عادة، قضت ليلة استثنائية لا تكاد تتكرر في كل مرة، حيث عاش ملعب المدينة سهرة كروية بطابع الجار الإسباني، مساء أمس الأحد، إذ اختير فضاء "ابن بطوطة" الكروي لاستضافة نهائي كأس "السوبر" الإسباني، بين فريفي برشلونة وإشبيلية، ليوم كامل، عاشت معه "البوغاز" لحظات عصيبة وأخرى جميلة، أفسدتها بعض المظاهر وزاد من حلاوتها سحر المتداخلين فيها، من الجمهور المغربي الراقي إلى أجود ما جادت به ساحة المستديرة في العالم. بعيدا عن الظروف التنظيمية التي سبقت ليلة الأحد، فإن امتحان تأمين مقام بعثتي الفريقين، يوم المباراة، ظل يؤرق بال الجميع، خاصة أن الأمر يتعلق ب"البارصا" مكتملة النجوم وإشبيلية بأسمائها اللامعة، رغم أن فوارق الحراسة المشددة ظهرت بين فندقي إقامة الوفدين "الكاتالاني" و"الأندلسي". الإقامة.. الطابق السابع "الممنوع" دوت صافرة سيارات الشرطة فجأة بمحج محمد السادس المطل على "كورنيش" مدينة طنجة، لتحبس أنفاس الحاضرين، ترقبا لوصول موكب نادي "برشلونة" الإسباني، الذي تم نقله عبر حافلتين خاصتين وسيارتين كبيرتين، إذ تسمرت الأعين إلى الواجهة الخلفية حيث يجلس ميسي، سواريز وكوتينيو.. الثلاثي الذي خطف بشكل طبيعي النجومية من "بلاطو" كأس "سوبر" إسبانيا. تسمر العشرات أمام الفندق الذي يبعد بأزيد من 12 كلم عن ملعب المباراة، رغبة منهم في تأريخ لحظة وصول "البارصا" إلى طنجة.. عند البعض كان "حلم" تبادل تحية مع ليو ميسي، ولو من بعيد، لكن واقع الظروف الأمنية كان يصعب من مأمورية الاقتراب من اللاعبين، إذ تم تخصيص مدخل خارجي للبعثة، فضلا عن طابق خاص، له من خصوصيته أنه السابع داخل الفندق ويجب عليك الولوج إليه عبر بطاقة مغنطيسية، هذا في حال بلغت المصعد المؤدي إلى هناك. وان استعصى الأمر، حتى على الحامل لاعتماد المباراة، من أجل الامتياز بتقرب أكبر من لاعبي "البارصا"، فإن الأمر كان مختلفا على بعد أقل من 4 كيلومترات، حيث فندق إقامة إشبيلية، الذي يسهل التعرف عليه بوجود حافلة الفريق الخاصة التي تحمل ألوان وشعار النادي "الأندلسي"، كما أن الولوجية تتم بسلاسة إلى بهو الفندق، هناك حيث التقط البعض صورا تذكارية مع لاعبي الفريق، على غرار خيسوس نافاس. محاولات "السيلفي".. بعضها تكلل بالنجاح هي لحظة تقدر بثوان، لكن قيمتها غالية إن تككلت بالنجاح، كما كان الشأن لبعض المحظوظين ممن حضروا نهائي "سوبر إسبانيا" ونجحوا في التقاط صور "سيلفي" مع نجومه المفضلين، هو الأمر الذي تميز به "باكو"، المذيع الرئيسي للمباراة، الذي استغل حضوره داخل أرضية الميدان، من أجل تصويب عدسة هاتفه المحمول لذكرى مع الفرنسي سامويل أومتيتي، مدافع "البارصا" وبطل العالم 2018، دون وضع اعتبارات ل"بروتوكول" مهمته الرسمية. هي محاولات أخرى، شهدها مستودع الملابس بعد نهاية المباراة، إذ بمجرد ظهور أحد اللاعبين المعروفين، حتى يظهر متربصون بالتقاط "السيلفي"، كما كان الشأن بالنسبة لأحد رجال الأمن الخاص، الذي تمكن من ربح بعض اللحظات للدردشة مع الفرنسي وسام بن يدر، لاعب إشبيلية، احتفظ بصورة للذكرى معه بعد أن تعذر عليه تلبية طلب إهداء قميصه الشخصي. بعض المصورين الصحفيين المغاربة، تباهوا ب"غنيمة" الصورة مع نجوم "البارصا"، أحدهم مع المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز بالرغم من عدم جودتها، إلا أن قيمتها أكبر لدى ملتقطها، وآخر اقتنص فرصة لقاء الفرنسي عثمان ديمبيلي، نجم نهائي "السوبر"، الذي منح برشلونة التقدم في النتيجة بهدف ثان. فشلت جميع محاولات "السيلفي" مع النجم الأرجنتيني ليو ميسي، حتى لما اقترب من المنصة الإعلامية، حيث تجمع عدد كبير من أجل رصد عملية هبوطه من أعلى المنصة حيث تسلم كأس "السوبر"، إذ مرت العملية بسرعة ولم يظهر "البرغوث" على أي من الهواتف، في الوقت الذي رصدت "كاميرات" المصورين الصحفيين في الأسفل لقطات من المحاولات التي باءت بالفشل. المنطقة المختلطة.. التواصل الإسباني "المحترف" سوزانا باركيرو، مسؤولة تواصل الاتحاد الإسباني لكرة القدم، كانت "مايسترو" لعملية أخد التصريحات الصحفية بعد نهاية المباراة، إذ أحكمت تنظيم المنطقة المختلطة، كما وضعت رهن إشارة الإعلاميين والإعلاميات، غالبيتهم من المنابر الإسبانية، لاعبي الفريقين، ولو أن الأمر اقتصر على البعض منهم، في غياب للنجوم، إذا استثنينا سيرجيو بوسكيتس من جانب "البارصا". المسؤولة الإسبانية، كان لها دور مهم في تيسير مهام الصحافة المغربية، حيث كانت في تجاوب مستمر عبر البريد الإلكتروني للاتحاد الإسباني، بعض النظر عن بعض المؤاخدات عن طريقة تنظيم عمل المصورين خلال مراسيم تسليم الكأس، الذي خضع لبعض المعايير والضوابط المحددة.