بِتكرّر الأخطاء التحكيمية ضد المنتخب المغربي، خصوصا في المباراتين أمام المنتخبين البرتغالي والإسباني، يصبح صعبا تخيّل أن هاته الهفوات بريئة، خاصةً وأن حتى تقنية "VAR"، والتي تدخل ضمن خانة التكنولوجيا الدقيقة، بدورها تورّطت في هاته اللعبة "القذرة"، التي أبعدت رائحتها النتنة المنتخب المغربي من الدور الأول من كأس العالم، روسيا2018 . وعادت "نظرية المؤامرة" لتسيطر على موقف مكونات المنتخب المغربي، وحتى بعض المنصفين من المحلّلين عبر العالم، لتقييم المشاركة المغربية في كأس العالم، كما حصل عندما خرج "الأسود" من الدور الأول من مونديال "98"، إذ أن بعض الأخطاء التحكيمية المؤثرة، في المباراتين أمام المنتخبين البرتغالي والإسباني، كانت حاسمةً في تضييع "الأسود" نقاط المواجهتين، فضلا عن أن الحكمين الأمريكي، مارك غيغر، والأوزباكي رفشان إيرماتوف، اللذين أدارا على التوالي المواجهتين أمام أبطال أوروبا ورفاق أندرس إينييستا، كانوا "مزاجيين" إلى حد غير معقول في اللجوء إلى تقنية الفيديو للحسم في بعض القرارات التي كانت ستكون لصالح المغرب، إلا أن الأول فضّل عدم استعمال التقنية، والثاني لجأ إليها فقط لضمان التأهل ل"ثيران إسبانيا"، بعدما خلقت إيران المفاجأة. وربط العديد من المتتبعين ما تعرّض له المنتخب المغربي من حيف تحكيمي "دنيء" خلال النسخة الحالية من "المونديال"، بالمؤامرة الشهيرة التي تعرّض لها رفاق صلاح الدين بصير في "مونديال "98، والتي اعتبرتها وسائل الإعلام آنذاك واحدة من أغرب المكائد في تاريخ "المونديال"، خاصةً وأن المنتخب المغربي آنذاك كان قد قدّم مباريات بمستوى مبهر، بوجود حجي، بصير، كماتشو والبقية. وكان المنتخب المغربي آنذاك قد وقع في نفس المجموعة مع البرازيل (حامل اللقب)، النرويج واسكتلندا، فنجح "الأسود" وقتذاك في التعادل أمام النرويج بهدفين لمثلهما في الجولة الأولى، فيما فازت البرازيل على اسكتلندا بهدفين لهدف واحد عن الجولة نفسها، وأما في المباراة الثانية، فاندحر "الأسود" أمام "السامبا" بثلاثية نظيفة، فيما تعادل النرويج واسكتلندا بهدف لمثله، ليتأكد عبور المنتخب البرازيلي حينها إلى دور الثمن فيما بقيت البطاقة الثانية قريبة من المنتخب المغربي نظريا بفعل تألقه فنيا في المنافسة خاصةً وأنه كان سيواجه المنتخب الاسكتلندي، الأضعف حينها في المجموعة بينما سيواجه البرازيليون المنتخب النرويجي في الجولة الثالثة. المثير أن المنتخب المغربى نجح بالفعل فى اكتساح اسكتلندا، وفاز عليها بثلاثية نظيفة فى مباراة الجولة الأخيرة، بفضل ثنائية صلاح الدين بصير وهدف كماتشو، فى حين أن المنتخب البرازيلي كان قد تقدّم بهدف بيبيتو من رأسية رائعة على النرويج فى الدقيقة 78. وكانت الأمور تسير بهذا الشكل فى اتجاه تأهل "الأسود" إلا أن خيوط المؤامرة حيكت في 10 دقائق.. إذ ورغم أن منتخب "السامبا" كان متقدّما على النرويج، إلا أنه فتح دفاعاته بشكل غريب، في الدقائق الأخيرة من المباراة لينجح النرويج فى تسجيل هدف التعادل فى الدقيقة 83، قبل أن يأتي الهدف الثاني في الدقيقة 89 من ركلة جزاء، لتفوز النرويج بالمباراة، وتتأهل لدور ال 16 مع البرازيل، وينتهي حلم المغاربة حينها في العبور إلى الدور الثاني للمرة الثانية في التاريخ بعد ملحمة 86. ومن جهة أخرى، وحتى بوجود حيف تحكيمي صارخ ضد المنتخب المغربي في "مونديال" روسيا، إلا أن رونار بدوره يتحمّل الجزء الأكبر من مسؤولية الخسارة أمام المنتخب الإيراني في الجولة الأولى من المنافسة، عندما ارتكب أخطاءً تكتيكية وهفوات في قراءته للمباراة سهلت خطف "التيم ملي" نقاط المباراة في آخر أنفاس المباراة، بهدف عزيز بوحدوز ضد مرماه. وأنهى المنتخب المغربي مغامرته في "مونديال" روسيا متذيلا ترتيب المجموعة الثانية بنقطة وحيدة، فيما حقّق المتأهلان إلى الدور الموالي، المنتخبان الإسباني والبرتغالي خمس نقاط، مقابل أربع نقاط للمنتخب الإيراني.