يَبدو أن مرور ملف ترشح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026 إلى المرحلة الأخيرة، ليتم عرضه لتصويت 207 اتحادات كرويات، لن يتم بتلك السهولة التي كان يتوقّعها الجميع، إذ اشترط الاتحاد الدولي لكرة القدم احترام الملفات المرشحة لمجموعة من التفاصيل مع تقديم دفوعات وإشارات جدية على قدرة الدول المرشّحة على استضافة وإنجاح العرس الكروي العالمي. المغرب وكذا الثلاثي أمريكا، كنداوالمكسيك، سيعرفون في أبريل المقبل زيارة وفد رسمي تابع ل"فيفا" من أجل الاطلاع على كافة التفاصيل الخاصة بالبنية التحتية الرياضية وغير الرياضية لهذه الدول، ومدى قدرتها على تطبيق مشاريعها الموضوعة داخل ملفات الترشّح الرسمية على أرض الواقع، ومن ثمة إخضاع كل هذه التفاصيل إلى تنقيط يقصي أو يمكّن ملفات المرشحين من المرور إلى مرحلة التصويت المباشر والعلني للاتحادات الكروية العالمية. وأظهر مجموعة من المتابعين والباحثين في مجال كرة القدم خضوع "فيفا" لضغوطات الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي انطلقت قبل سنوات، وانتهت بمغادرة سيب بلاتير لمنصبه على رأس هرم الاتحاد الدولي، بعد كشف مجموعة من قضايا الفساد، إذ يروج في كواليس الكرة العالمية، أن "اللوبي" الأميركي يشتغل من خلف الستار منذ فترة من أجل إقصاء الملف المغربي من مرحلة "التقييم"، وتفادي مواجهة ثنائية في مرحلة التصويت المباشر. ويرى المتابعون أن إقدام أعضاء مجلس "فيفا" على إقصاء الملف المغربي خلال مرحلة التقييم من دون وجه حق، مستبعد جدا، مرجعين ذلك إلى الضغوطات الكثيرة التي تعرّض لها الاتحاد الدولي لكرة القدم في الفترة الماضية بسبب ضلوعه في قضايا فساد ورشاوى، فيما يرى آخرون أن تأثير أمريكا على "فيفا" بات كبيرا جدا بعد إبعاد السويسري بلاتر، وكذا علاقة المصالح والربح المادي الكبير، الذي يمكن أن تستفيد منه "الفيفا" في حال تم تنظيم "مونديال" 2026 في دول أمريكا، المكسيكوكندا. وأكّد يحيى السعيدي، باحث في الرياضة المغربية، أن دخول المغرب في منافسة ثنائية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، قزّم بشكل كبير من حظوظ المغرب في نيل شرف تنظيم التظاهرة، معتبرا أن المغرب كان سيكسب المنافسة بشكل سهل في حال دخل في مواجهة مع أي بلد آخر كيفما كان نوعه غير أمريكا. وأضاف السعيدي أن "اللوبي" الأمريكي لن يسمح بأي شكل من الأشكال بضياع تنظيم التظاهرة على أرضه للمرة الثالثة على التوالي، بعد أن تم منح شرف تنظيم نسختي 2018 و2022 لكل من روسيا وقطر على التوالي، مؤكّدا أن أمريكا هي من حوّلت "فيفا" إلى صورتها الحالية وأسهمت بشكل كبير في تغيير نظام التصويت إلى ما هو عليه الحال اليوم. المصدر ذاته رجّح أن تُسلّط ضغوط قوية على الملف المغربي من قبل اللجنة التي شكّلها الاتحاد الدولي لزيارة وتقييم مضامين ملف الترشح المغربي، وإسقاطه قبل مرحلة التصويت المباشر، مشيرا في الآن ذاته إلى أن جهود جامعة الكرة تمحورت منذ فترة حول إقناع أصوات الاتحادات الكروية العالمية بالتصويت لصالح الملف المغربي في وقت تنتظر ترشح المملكة عقبات كبيرة وإقصائية قبل 13 يونيو المقبل، موعد تصويت الاتحادات ال207 على وجهة "مونديال" 2026.