لاحظ المتتبعون لمباراة الوداد الرياضي وضيفه مازيمبي الكونغولي في كأس السوبر الإفريقي، تحسنا كبيرا للفريق المغربي، والذي توج بلقبه الأول في هذه المنافسة، بعد انتصاره بهدف نظيف أمام أكثر من 60 ألف مناصر ودادي حضروا لمركب محمد الخامس بالدار البيضاء. اللقب الذي حققه الفريق "الأحمر" جاء بعد تفوق خطة التونسي فوزي البنزرتي على الكونغولي بانفيل كازيمبي، حيث استطاع قائد الوداد الاستحواذ على الكرة في خط وسط الميدان، وقدم مباراة تكتيكية متميزة رغم ضعف بعض اللاعبين، فيما نجح أمين تيغزوي في خطف الأضواء من الجميع بهدفه من ضربة حرة مباشرة هزمت الحارس الإفواري سيلفيان غبوهو. لعروبي تابع المباراة دون مشاكل لم يختبر زهير لعروبي، حارس مرمى الوداد، بشكل كبير طيلة أطوار المباراة، إذ ظل بعيدا عن الخطورة بفضل تحكم خط الوسط بشكل جيد في زمام المباراة، ليظل في راحة لمدة طويلة. كومارا قائد متميز في الدفاع وعلامة استفهام كبيرة على أداء الناهيري ثنائية جيدة تلك التي نسجت في خط دفاع الوداد بقيادة الإفواري ابراهيم كومارا وأمين العطوشي، لكن المدافع الأسمر تحمل عبء الهجمات القليلة لمازيمبي، وكان سدا منيعا أمام هجوم الضيف من خلال تدخلاته الناجحة وفوزه في أغلب النزالات أمام لاعبين يعتمدون بشكل كبير على الجانب البدني، وهو ما ساهم أيضا في ظهور العطوشي قويا في المباراة. في الأطراف، يظهر أن عبد اللطيف نوصير تلقى تعليمات صارمة بمساندة الهجوم، وامتثل لها في أغلب المحاولات الودادية، فيما تطرح العديد من علامات الاستفهام على مردود الظهير الأيسر، محمد الناهيري الذي تراجع مستواه بارتكابه أخطاء عديدة، وكان بطيئا في بناء الهجمات من جانبه. السعيدي والنقاش.. صماما أمان خط الوسط خبرة صلاح الدين السعيدي والعميد إبراهيم النقاش ظهرت في هذه المباراة، فاللاعبان قدما مردودا متميزا ومحترما في خط الوسط الدفاعي، وكانوا ندا للند مع لاعبي مازيمبي، حيث تأكد بالفعل أن اختيار الاعتماد عليهم طيلة السنوات الأخيرة ناجح وله نتائج ملموسة بقطع كرات الضيف القادمة من الدفاع. العياء أثر على الكرتي وسرعة الحداد لم تثمر عن أهداف رغم أنه قاتل بكل ما يملك، إلا أن العياء أثر على مردود وليد الكرتي، تحرك بشكل محترم في وسط الميدان، وقام بما يجب عليه القيام به، ولم يقو على ترجمة ضربة جزاء إلى هدف، وغادر المباراة في الشوط الثاني تحت تصفيقات الجماهير. إسماعيل الحداد، كان نشيطا في ممره الأيسر، وخلق متاعب كثيرة للدفاع الكونغولي، وناور أيضا من الجهة اليمنى دون أن يتمكن من قلب النتيجة بإحدى تمريراته للهجوم الودادي. تيغزوي عريس الليلة وهدفه سيدخل تاريخ الكرة المغربية قصر قامته لم يمنعه من مواجهة القامات الضخمة للكونغوليين، فأمين تغزوي "قاتل" لكي يصنع لنفسه اسما تتغنى به الجماهير الودادية احتفالا بهذا اللقب، حيث تحرك بشكل متميز، وأهدى فريقه هدفا من ضربة حرة رائعة، شبهها البعض بأهداف البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي في وقت قاتل، ليدخل تاريخ الوداد ومعها الكرة المغربية بثالث لقب للسوبر بعد تتويج الرجاء والمغرب الفاسي في وقت سابق. الحسوني وكينتانا بديلان ناجحان وشيكاتارا تائه في الملعب عند دخول أيمن الحسوني للملعب مكان الكرتي، استطاع تغيير نوعية اللعب التي اعتمدها البنزرتي، حيث صنع فرصا عديدة، واسطاد ضربة خطأ سجلها تيغزوي، كما أن الأرجنتيني أليخاندرو كينتانا شكل دفعك معنوية لرفاقه من خلال تحركاته السليمة وراء المدافعين، دون أن يتمكن من تسجيل أي هدف. ثقة الطاقم التقني في النيجيري شيزوم شيكاتارا لم تكن في محلها، فاللاعب المتيمز في مواقع التواصل الإجتماعي لا يقدم أي إضافة، وتأكد ذلك من خلال مشاركته "غير النافعة" في مباراة بقيمة السوبر الإفريقي، مكتفيا بالجري في اتجاهات مختلفة غير مرمى مازيمبي، وتثاقل في العديد من المحاولات.