"بِصفتي رئيسا للجامعة ومسؤولا أوّل عن رياضة كرة السلّة المغربية، أجزم أن المنتخب الوطني قام بواجبه وقدّم مستوى عاليا خلال الدورة، على الرّغم من الهزيمة في المباراة النهائية بجزئيات بسيطة"، هكذا كان رد مصطفى أوراش، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، في تصريح عقب هزيمة المنتخب الوطني أمام نظيره المصري في نهائي النسخة 22 من البطولة العربية، في الثامن من يناير الماضي. مشاركة مشرّفة للمنتخب الوطني لكرة السلة، قصّ بها شريط سنة محدّدة فيها "الأجندة" المستقبلية، أوّلها بلوغ "البوديوم" العربي الذي تحقّق، رغم الفشل في التتويج باللقب، تجريب بعض العناصر الشابّة التي شكّلت ربحا للمنتخب الوطني خلال البطولة، بالإضافة إلى خلق الانسجام بين المجموعة والاستعداد للاستحقاقات المقبلة.. استعدادات شابتها عدّة معيقات ومشاكل. عبد الحكيم زويتة، أحد أبرز نجوم كرة السلّة المغربية، أطل علينا بتغريدة، خلال مارس الماضي، نبّه خلالها لاعب فريق الجمعية السلوية، إلى بعض المشاكل التي تعاني منها العناصر الوطنية في تحضيراتها للاستحقاقات القارية، حيث ارتأى إلا أن يدق ناقوس الخطر المحيط بالنخبة المغربية، وذلك ساعات قليلة بعد انتصارها أمام المنتخب الجزائري، لحساب مباريات التصفيات الإفريقية المؤهّلة لنهائيات بطولة أمم إفريقيا. بلغ المنتخب الوطني نهائيات "الأفرو باسكيط" التي احتضنتها، مناصفة، السنغالوتونس، لكن التهديد بعدم المشاركة بدأ يلوّح في الأفق، في ظل مطالب اللاعبين بمستحقّاتهم المالية العالقة وسياسة شد الحبل بين الوزارة الوصية وجامعة السلّة، الأخيرة التي تجنّبت الوقوع في "المحظور" مما كاد يعصف بالرياضة على الصعيد الوطني، بالنظر إلى العقوبات التي كان سيخلّفها قرار الاعتذار عن المشاركة. "رب ضارة نافعة".. رحلت بعثة المنتخب الوطني إلى السنغال، ولو منقوصة من بعض العناصر التي قرّرت عدم التنازل عن مطالبها المشروعة، بقيادة المدرّب سعيد البوزيدي الذي خبر شؤون السلّة المغربية، مرتكزا على تشكيلة أغلبها من فريق جمعية سلا الذي يشرف على تدريبه منذ سنوات، وحنكة إخفاق قاري في النسخة التي سبقت في تونس، في آخر الثواني أمام المنتخب المضيف. الخميس 14 شتنبر 2017.. المنتخب الوطني يحقّق انتصارا تاريخيا أمام نظيره المصري، ويبلغ دور نصف نهائي البطولة الإفريقية، وهو الإنجاز الذي لم يتحقّق لأزيد من 37 سنة.. فرغم توقّف المسار عبر محطّة نصف النهائي أمام المنتخب التونسي (بطل المسابقة) ثم هزيمة في مباراة "الترتيب" أمام السنغال، إلا أن الأهم تحقّق وولد منتخب وطني من رحم معاناة سبقت الدورة بأشهر. بعد ساعات قليلة من عودة بعثة المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة، إلى أرض الوطن، عقب تحقيقه للمركز الرابع في بطولة أمم إفريقيا، خصّ مصطفى أوراش، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة السلّة، جريدة "هسبورت"، بحوار خاص، استبشر فيه خيرا بمستقبل السلة الوطنية، وكشف أن الطموح والهدف المستقبلي، هو تحقيق "حلم" بلوغ نهائيات بطولة العالم "الصين2019" ودورة الألعاب الأولمبية "طوكيو2020"، مؤكّدا في الآن ذاته أن المنتخب الوطني يحتاج إلى دعم الوزارة الوصية على القطاع الرياضي لتوفير سبل الإعداد الجيّد للاستحقاقات المقبلة. عاد "شبح" الأزمة بين منتخب السلّة والمسؤولين على القطاع الرياضي، خلال فترة التحضير للمرحلة الأولى من التصفيات الإفريقية المؤهّلة إلى نهائيات بطولة العالم، والتي احتضنتها أنغولا، حيث ظهر خلالها ضعف التحضير لحدث من هذا الحجم وتجرّعت العناصر الوطنية مرارة الخسارة أمام أنغولا ومصر، في انتظار مرحلة الإياب التي تحتضنها القاهرة ثم مسار شاق في الطريق إلى الصين. مسك ختام السنة، وفي خضم كل ما عاشته السلّة المغربية من "معاناة" خارج الميدان وما أظهرته العناصر الوطنية من كبرياء داخله، كان تتويج فريق جمعية سلا لمسار حافل بالمشاركات الخارجية، بحيازة لقب بطولة إفريقيا للأندية للبطلة من قلب العاصمة تونس، حيث تجرّع المنتخب المغربي مراراة الهزيمة في أكثر من مناسبة.. ثأر لكرة السلّة المغربية ورسالة غير مشفّرة، أرسلها "القراصنة" مع كل ثلاثية للمخضرم زكرياء المصباحي و"سلام دانك" النجم عبد الحكيم زويتة، ليأتي الاعتراف أخيرا بأن رياضة "المثقفين" تستحق التكريم إسوة بباقي ومضات الرياضة المغربية في سنة 2017.