تَتجدّد قصّة نهائي كأس العرش، بفصل آخر من فصولها التاريخية، حين يواجه فريق الدفاع الحسني الجديدي منافسه الرجاء البيضاوي، في نهائي يستضيفه ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط، مساء السبت المقبل، بعبق ذكريات الفريقين "الدكالي" و"البيضاوي" مع أمجد الكؤوس المحلية. "هسبورت" تعيد "كرونولوجيا" الزمن إلى الوراء لتستحضر أحد أبرز محطّات الفريقين في مسار الكأس "الفضية". هي لحظة تاريخية عاشها الملعب "الشرفي" في مدينة الدارالبيضاء في 28 يوليوز من سنة 1974، إذ انتظرت جماهير الرجاء البيضاوي طويلا لرؤية فريقها يتوّج بأوّل ألقابه، 25 سنة بعد التأسيس. المناسبة كانت نهائي مسابقة كأس العرش، والخصم لم يكن سوى المغرب الرياضي الفاسي بقيادة الحارس الدولي حميد الهزاز وألمع نجوم "الماص" آنذاك. في الطريق إلى النهائي، أزاح الرجاء البيضاوي نظيره من مدينة أكادير من الدور الأوّل (5-2)، قبل أن يقسو على فريق حسنية سيدي سليمان بخماسية نظيفة في دور الربع، ثم ضرب موعدا مع الغريم التقليدي الوداد، في نصف نهائي حارق، انتهى في وقته الأصلي بالتعادل الإيجابي (1-1)، قبل أن يحسم "الديربي" لصالح "الأخضر" عبر ضربات الترجيح، ليضرب الفريق موعدا مع المغرب الفاسي في المباراة النهائية. غصّت جنبات الملعب "الشرفي" في ذلك اليوم الصحو والجميل، حيث بدا أنصار "الخضراء" متأثّرين بغياب نجمهم المحبوب "بيتشو"، لكن بوجود الثلاثي المرعب، العربي وسعيد غاندي وحمان، الجميع عقد العزم على أن يتكفّلوا بمهمّة إهداء الكأس "الفضية" للجماهير الرجاوية والمدرّب التيباري، الأخير الذي سبق له خسارة نهائيين لما كان لاعبا في صفوف فريق الوداد البيضاوي. قائم مرمى "الماص"، اهتز منذ الدقيقة 23، قبل أن تتلقى شباك الحارس حميد الهزاز تسديدة قوية من على بعد 20 مترا، بقدم للاعب العربي، افتتح معها حصّة التسجيل للفريق "الأخضر"، لتعم الفرحة رفاق "المعلم" عبد المجيد الظلمي، الأخير الذي قاد فريقه نحو حسم أوّل لقب له على المستوى المحلي، بعد "غصة" فقدان لقب البطولة ذلك الموسم، لصالح فريق رجاء بني ملال. لقب كأس العرش لسنة 1974، فتح شهية "الرجاويين" من أجل حصد المزيد من الألقاب، بعد أن خاصمتهم لأزيد من ربع قرن من الزمن، تلتها ستة أخرى على صعيد كأس العرش، ناهيك عن ألقاب البطولة والمنافسات القارية.