خَيّب فريق الفتح الرياضي ظن المغاربة بعد خروجه من دور نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، على يد مازيمبي الكونغولي، الذي حافظ على نتيجة انتصاره ذهابا بهدف نظيف بتعادله دون أهداف في الرباط مساء السبت، لتطرح علامات استفهام كثيرة بخصوص أدائه وطريقة لعبه التي لم تكن بالقوة التي عود عليها جماهيره في مبارياته السابقة. وساهمت عوامل متعدّدة في خروج "FUS" من هذا الدور للمرة الثانية، إذ يعد أوّل معيق للفريق هو كثرة الإصابات التي طاردت لاعبيه في الأسابيع الأخيرة، بعد أن فقد لاعبين يعوّل عليهم وليد الركراكي بشكل كبير، خصوصا، اللاعب أيوب سكومة الذي تبيّن أنه قائد وسط الميدان بامتياز، لم يقدر الفتح على إيجاد بديل يعوّضه في هذه المواجهة، رغم المجهود الكبير الذي قدّمه كل من كريم بنعريف وبدر بولهرود. لياقة اللاعبين البدنية بدورها من متسببات الإقصاء، إذ لم يتمكّن رفاق العميد مهدي الباسل من مجاراة طريقة لعب "مازيمبي"، الخبير في البطولات القارية، وظهر أن المجموعة لم تكن في أحسن حالاتها، وهو ما برّره الركراكي بكثرة المباريات وأجندة الفريق في البطولات التي ينافس فيها، إلى جانب غياب عدد كبير من اللاعبين الذين يجاورون المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، والتوقيت غير المناسب لإجراء معسكراتها، والتي تتزامن مع الاستعدادات لمباريات "كاف"، دون إغفال غياب بنك احتياط له القدرة على تعويض النقائص، يمكن التعويل عليه لخلق الفارق. تساؤل آخر لم يفهمه عشاق النادي "الفتحي"، وهو لماذا تم التفريط في نجوم الفريق منهم محمد فوزير ومراد باتنا، إضافة إلى الحارس عبد الرحمن الحواصلي وآخرين في الميركاتو الصيفي الأخير، وألم يكن من الأفضل تأجيل تسريحهم حتى نهاية هذه البطولة المهمّة، ووضعها ضمن مخطّطات الفريق للتتويج بها بعد الإقصاء السنة الماضية من الدور نفسه على حساب "مولودية بجاية" الجزائري؟ ويبدو أن الطاقم التقني استهان بخسارته ذهابا بهدف نظيف في "لوبومباشي"، إذ اعتبرها نتيجة صغيرة ومتداركة بالنظر إلى استقباله مباراة العودة في أرضه وبين جماهيره، لكن الخصم الكونغولي كان ذكيا جدا، واستطاع أن يوقف الفتح في نصف ملعبه دون تهاون، في حين عجز صاحب الأرض عن تسجيل هدف على الأقل لتعديل النتيجة، ما يبرز أن قراءة المباراة لم تكن جيّدة بما يكفي.