وقّعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أمس الخميس، في قاعة المحاضرات التابعة لمقر شركة "اتصالات المغرب" في الرباط، اتفاقية شراكة مع أربعة قطاعات حكومية، بهدف تأهيل البنية التحتية الخاصة بكرة القدم في الفترة الممتدّة من 2017 إلى 2021. ووقّع هذه الاتفاقية كل من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، ووزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر عمارة، فيما تعذّر حضور محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية. في هذا السياق، أكّد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في كلمة بالمناسبة، أن المرجعية في هذا الاطار تبقى هي الرسالة الملكية التي وجّهها الملك محمد السادس إلى المناظرة الوطنية التي انعقدت في الصخيرات قبل سنوات، والتي تحدثت بإسهاب عن أهمية إنجاز البنيات التحتية خاصة تلك التي تتعلق بإمكانية إدماج الشباب، في الأحياء الهامشية والمدن الصغيرة والمتوسّطة، مشيرا إلى أن البنيات التحتية الكبيرة لها دور في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبيرة، إلا أن الملاعب الصغيرة في الأحياء الهامشية لها أيضا دور مهم وعميق. وأضاف لقجع أن أهمية الممارسة الكروية لا تقتصر فقط على فرق القسم الوطني الأول، بل إن الأصعب والأعقد من حيث البرمجة والتنظيم هي الممارسة الكروية داخل العصب الجهوية، التي يبلغ عدد الفرق فيها مابين 130 و150 فريقا في كل عصبة، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الفئات التي تمارس داخل كل فريق، حيث تنظم الجامعة والعصب الجهوية أسبوعيا أكثر من 3 آلاف مباراة لكرة القدم، الشيء الذي يؤكد أن الخصاص لا يزال كبيرا أمام كل المجهودات والمبادرات. وأبرز المتحدث ذاته أن حصيلة 3 سنوات من العمل تعتبر حصيلة محترمة، تم خلالها على سبيل المثال تجهيز وبناء 109 ملاعب معشوشبة بعشب اصطناعي يحترم المعايير الدولية، وتعشيب 9 ملاعب خاصّة بفرق القسم الوطني الأول بالعشب الطبيعي، أربعة منها تم تسليمها وخمسة في طور الإنجاز، وتزويد مجموعة من الملاعب بالإنارة. هذا فضلا عن إصلاح وتجديد مركز المعمورة الذي ستنتهي أشغاله في مارس 2018 للرفع من طاقته الاستيعابية، مذكرا بأن ذلك ما كان ليتحقّق لولا مجهودات الجميع التي استطاعت أن تجد نموذجا لالتقائية السياسات العمومية. وفي مايتعلق ببرنامج العمل المقبل 2017/2021، أكد لقجع أن نموذج الالتقائية شجع الجميع على المواصلة في نفس الاطار وبنفس العزم من أجل تدارك الخصاص، مع التأكيد على الأهمية الكبيرة التي ستعطى لمسألة التكوين، حيث سيخصص قسط كبير من الامكانيات والمجهودات لمراكز التكوين سواء الخاصة بالأندية أو الجامعة، بهدف إدماج المنظومة الكروية في خريطة كروية واضحة تخضع للتقييم والعمل مند المراحل الأولى في التنقيب عن المواهب في ملاعب القرب بالأحياء، إلى غاية الولوج إلى مركز التكوين بالمعمورة. وفي كلمة له بالمناسبة، أشاد رشيد الطالبي العلمي بالمجهود الجبار الذي بذلته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال الفترة الماضية، وعلى حسن تدبير هذا الملف حيث تم توقيع الاتفاقية على مدى أربع سنوات لكن مدة الانجاز كانت في وقت أقل بكثير. وأشار العلمي إلى أن أهم العناصر الجديدة التي تضمنتها الاتفاقية، هو استمرار العمل باتفاقية من الجيل الجديد مع حرص الجامعة والحكومة على المواصلة بنفس النفس لتأهيل جميع ملاعب كرة القدم على المستوى الوطني، بعدما تم تأهيل 107 ملعب بمواصفات يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم، في انتظار الوصول لعدد يرضي جميع الأقاليم والجهات. وأبرز أن المغرب قام بإنجاز مجموعة كبيرة من ملاعب القرب، على الرغم من المؤاخذات التي سجلت على مستوى تدبير هذه الملاعب، وسيتم وضع نموذج جديد للتدبير سيوضع رهن إشارة جامعة كرة القدم بهدف إدماجها في منظومة كرة القدم بشكل عام، حتى يكون هناك انسجام في التدبير من بدايته إلى نهايته وهو ما تشدد عليه هذه الاتفاقية. من جهته، قال عبد القادر عمارة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، إن الوزارة تشيد بالعمل الذي بذل من خلاله جهد كبير، حيث أن جميع المتدخلين مقبلون على مرحلة جديدة، وهذه الاتفاقية تؤشر للدخول في هذه المرحلة، مشيرا إلى أنه ثمة بعد هام جدا يجب التركيز عليه، هو البعد الحكاماتي في مجال البنيات التحتية، لأن المجال الرياضي لا يقتصر على عطاءات ونجاخات وإنجازات، بل يرتكز على بنيات تحتية، واختيار الجامعة كان موفقا في ما يتعلق بالتدبير المفوض لهذه المرافق، وهو ما عكس الرغبة في جعل بعد الحكامة حاضرا. وجرى حفل التوقيع بحضور أعضاء المكاتب المديرية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية والعصبة الوطنية لكرة القدم هواة، ومجموعة من الشخصيات الرياضية وممثلي العصب الجهوية والأندية.