عندما تذكر إسم الكونغولي فابريس أونداما لمحبي الوداد الرياضي، تجدهم يرجعون بالذاكرة إلى الخلف بالذكريات التي رافقته بفريقه طيلة المدة التي جاوره فيها، والتي امتدت لسبع سنوات كاملة، بعد أن قدم للمغرب بإسم دون شهرة، وكلاعب مغمور من إحدى الفرق المحلية التي تحمل إسم "الشياطين السود"، ليصبح بعدها واحدا من أفضل اللاعبين الأجانب بالدوري المغربي. التحاق أونداما بالوداد سنة 2010 كان لاعبا عاديا، حيث اعتبر كباقي اللاعبين الأجانب الملتحقين بالفرق الوطنية، إما أن ينجح ويضع نفسه بين المتفوقين والأسماء المتألقة في سماء البطولة الوطنية، أو يبقى كلاعب همه الوحيد هو الظهور بشكل إيجابي والعبور من محطة المغرب نحو أوربا كمعظم الأفارقة، أو يغادر من الباب الخلفي بمستواه الضعيف نحو دوري أضعف، لكنه فضل أن يصنع لنفسه مسار الأبطال، بوفائه في بداياته الأولى مع الوداد، وقتاليته وروحه العالية التي قربته شيئا فشيئا من جماهير الوداد برمتها. مستوى اللاعب الجديد للفريق الأحمر تطور مع مرور المباريات وكسبه للرسمية التي استغلها بنجاح، وحافظ عليها ودافع عليها بشكل قوي، ليساعده ذلك على مجاورة المنتخب الكونغولي الذي لعب له في مختلف الفئات، وقبلها اكتشفت موهبته بفريق "نجم الكونغو" بالعاصمة برازافيل، الذي أعاره لكسب التجربة في فريق "رين" الفرنسي سنة 2007/2008، قبل عودته لمسقط رأسه مع واحد من أقوى أندية الكونغو "الشياطين السود" سنة 2010، وهي نفس السنة التي انتقل فيها للفريق البيضاوي. سنة 2011 وفي دوري أبطال إفريقيا، كاد أونداما أن يقود فريقه لأول لقب قاري منذ سنة 1992، حيث بلغ معه النهائي أمام الترجي التونسي، لكن جماهير الوداد "حقدت" عليه بسبب إحدى الكرات التي كانت ستهدي الفريق هذا اللقب الغالي، والتي ضاعت بسبب سوء تركيزه حينما تواجه مع حارس مرمى الخصم معز بن شريفية، قبل أن تواسيه "جماهير الحمرا" واللاعبين بعد موسم استثنائي في البطولة، لم يُكتب أن يتوج بالبطولة الإفريقية، دون نسيان تتويجه بلقب محلي وهو البطولة السابعة عشر. توهج معشوق جماهير "الحمرا والبيضا" في البطولة فرض عليه الإنتقال إلى فريق جديد، ليتوصل بمجموعة من العروض الخليجية، فضل منها عرض الإتحاد السعودي على شكل إعارة سنة 2012، ليتألق بدوره في الخليج ويسجل العديد من الأهداف، لكن حكم الصفقة رفع راية التسلل بسبب مشاكل صحية رفض من خلالها الفريق السعودي الاحتفاظ به، ويطالب الوداد باستعادة لاعبه، مما جعل الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يطالب إدارة سعيد الناصيري بأداء الشرط الجزائي الذي بلغ 400 ألف دولار المتفق عليه بين الطرفين. ولم تقف المشاكل عند هذا الحد، حيث فاجأ أونداما الجميع بتوقيعه لعقد جديد دون سابق إنذار مع "غوتيا" الكونغولي الممارس بالهواة مستغلا بعض الثغرات التي جاءت في العقد المبرم بينه وبين إدارة الوداد والمتمثلة في عدم حصوله على كامل مستحقاته المالية، قبل أن يعود من جديد بعد فض النزاع بين الطرفين، ويستأنف مشواره كلاعب ودادي، ليتمكن من الظفر بلقبين محليين آخرين وهما لقب البطولة لسنة 2015 واللقب التاسع عشر قبل أشهر. وفي الشهور الأخيرة ومع اقتراب نهاية عقده، تفاوضت إدارة الوداد معه لتجديد عقده، لكن اللاعب رفض بشكل قطعي ذلك، وفضل أن يتوصل بمستحقاته كاملة لمغادرة الفريق. قبل رحيله، قدم اللاعب ضمانات للجماهير الودادية على أنه مرتبط بالفريق من خلال الظهور الجيد في آخر مبارياته مه الوداد ضد الأهلي المصري لحساب الجولة الرابعة من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، والتي سجل بها هدف السبق الذي أعاد آمال الفريق لبلوغ دور الستة عشر، كما أنه توجه للوداديين والجهة الشمالية بعد نهاية المباراة، وخصص وقته لهم لوداع مرتقب إلى فريق آخر. حكاية فابريس مع الوداد فيها العديد من المشاكل، بيد أن عشاق الوداد سيتذكرون أهدافه ومداعباته للكرة ومراوغاته التي فرضت عليهم الهتاف باسمه، وبالشعار الذي ارتبط به والذي لن يسمعه إلا من الوداديين وهم يصدحون: "أووه أووه.. فابريس أونداما".