لم تنتظر أزمة الدولي النيجيري شيسوم شيكاتارا انتقال الأخير إلى نادي الوداد البيضاوي خلال "المركاتو" الصيف الماضي لتتفجر، إذ انطلقت فصول المسلسل الذي نعيش حلقاته الأخيرة، منذ إبداء الفريق "الأحمر" رغبته في الاستفادة من خدمات شيكاتارا، الذي قدم مستوى لا بأس به في نهائيات بطولة إفريقيا الماضية للاعبين المحليين "الشان"، وكان محمد بودريقة، الرئيس السابق للرجاء البيضاوي، أول المشككين في توفر اللاعب على 10 مباريات دولية، التي تخول له الممارسة داخل الدوري المغربي للمحترفين. "ادعاءات" بودريقة في تلك الفترة لم يعرها سعيد الناصري، رئيس الوداد، أدنى اهتمام، حيث بادر إلى توقيع عقد يلتحق بموجبه المهاجم النيجيري بعد ستة أشهر، ما يوافق افتتاح "المركاتو" الصيفي، في الوداد البيضاوي، وهي الفترة التي تسلمت فيها إدارة بطل المغرب وثيقة "تزكية" تتضمن تأكيدا خطيا على توفر اللاعب على شرط العشر مباريات ودية. وهي الوثيقة ذاتها التي سلمتها إدارة الوداد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.تزايد الشكوك حول قانونية مشاركة شيسوم، الذي لم يقدم إلى حدود الساعة ما يشفع له في إثارة كل هذه الضجة، والانتقال إلى ناد مرجعي من حجم الوداد بمبلغ كبير، دفعت "هسبورت" إلى التواصل بشكل مباشر مع رئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم، ثم المدير الإداري للمنتخبات الوطنية من أجل التوصل بتأكيد رسمي، وتفاصيل دقيقة تبين صحة توفر اللاعب على 10 مباريات دولية مع المنتخبين الأول والمحلي أو المنتخب الأولمبي. "تحري الدقة" مدد فترة المراسلات بين الصحيفة والاتحاد النيجيري إلى قرابة الثلاثة أشهر، إذ توصلت "هسبورت" بعدها بوثيقة رسمية تؤكد توفر اللاعب على 8 مباريات دولية مع المنتخب المحلي النيجيري، أجراها ضمن تصفيات ونهائيات "الشان" وبعض المباريات الدولية الودية، إضافة إلى وثيقة أخرى تشير إلى مشاركة اللاعب في معسكرات قليلة للمنتخب الأولمبي النيجيري واجه خلالها بعض الأندية المحلية خارج تواريخ "فيفا"، مع الإشارة إلى تعرضه إلى إصابة حرمته من المواصلة ضمن هذه الفئة. توصل الصحيفة بالوثيقة المذكورة دفعها لمراسلة جامعة الكرة من أجل توضيح الرؤية للمتتبع الرياضي المغربي، غير أن مسؤولين جامعيين وكذا الرئيس فوزي لقجع، أوضحوا في تصريحات ل"هسبورت"، أنهم طلبوا منذ أسابيع تفاصيل دقيقة عن المباريات الدولية لشيكاتارا، لكن رد الاتحاد النيجيري بالأدلة والوثائق تأخر طويلا، مقابل تطمينات شفوية بأهلية اللاعب للممارسة في الدوري المغربي. وبعد بحث مستمر تمكنت "هسبورت" من الاطلاع على الوثيقة التي تتوفر جامعة الكرة على نسخة منها، والتي تعد حسب تصريحات مصادر جامعية، وثيقة تخلي مسؤولية الجامعة وكذا نادي الوداد البيضاوي من أي مسؤولية قانونية، بتوفرها على ختم وإمضاء المسؤول الإداري للمنتخبات النيجيرية، وفي مضمونها تأكيد على توفر اللاعب على 10 مباريات دولية، وتزكية لأخلاق وقدرات اللاعب التقنية والبدنية، دون وجود تفاصيل دقيقة عن تواريخ هذه المباريات والخصوم الذين واجههم المنتخب النيجيري. وتتضمن الوثائق التي سلمتها "هسبورت" لفوزي لقجع، بعد الحوار المباشر الذي أجرته "هسبورت" و"هسبريس" مع رئيس الFRMF، الثلاثاء الماضي، في الرباط، تفاصيل دقيقة وواضحة عن المشاركات الدولية الثمانية للاعب، علما أن الوثيقتين خرجتا من نفس إدارة المنتخبات في الاتحاد النيجيري، وتحملان توقيعا للمسؤول نفسه "إينيبي أشور". وأكد مصدر جامعي في تصريح خص به "هسبورت" أنه في حال تم إثبات عدم توفر شيسوم شيكاتارا، المهاجم النيجيري لفريق الوداد البيضاوي، على شرط ال10 مباريات دولية مع المنتخب الأول والمحلي، فإن اللاعب سيكون هو الطرف الذي ستسلط عليه عقوبات قد تصل حد إيقافه عن الممارسة لفترة معينة بتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". ونفى المتحدث ذاته إمكانية تسليط أي عقوبة كيفما كان نوعها على نادي الوداد البيضاوي، إما مادية أو بحرمانه من نقاط المباريات التي شارك فيها شيكاتارا في الدوري المغربي للمحترفين، موضحا أن جامعة الكرة تتوفر على الوثيقة التي تسلمتها إدارة الوداد من قبل اللاعب، ممضية ومختومة من الاتحاد النيجيري للعبة، الشيء الذي يخلي مسؤولي الفريق "الأحمر" من أي شبهة تلاعب أو تزوير. ويظل خروج وثيقتين بتفاصيل مختلفة من نفس الجهاز الكروي المسؤول عن اللعبة في نيجيريا، "حافزا" لجامعة الكرة المغربية من أجل تعميق البحث في تفاصيل ما بات يعرف ب"قضية شيكاتارا"، ووضع نقطة نهاية لهذا الملف، بالإجابة عن سؤال: "هل تناقض الوثيقتين خطأ إداري، أم فعل مقصود؟".