شدد عزيز داودة، الإطار الوطني السابق والمدير التقني الحالي للكونفدرالية الافريقية لألعاب القوى، على ضرورة الاهتمام بعدة نقط محددة لإعادة عجلة صناعة الأبطال الرياضيين المغاربة، وذلك على هامش ندوة فكرية نظمتها أحدد المؤسسات البنكية بمقرها بمدينة الدارالبيضاء، تحت شعار "الرياضة بالمغرب: كيف نعيد تشغيل خزان صناعة الأبطال؟". وشخّص داودة المشكل الجوهري للرياضة الوطنية، في كون جل المتداخلين في الميدان يعجزون على تحديد مفهوم واضح للرياضة، وبالتالي يعجزون على إيجاد حلول للمشاكل التي تنخرها، مضيفا "لما يجتمع الفاعلون الرياضيون داخل إطار ما في نقاش عام، نجد أنفسنا أمام عدة تصورات شخصية لمفهوم الرياضة". وتابع الإطار التقني الرياضي، قائلا إنه قبل أن يتم التفكير في إعادة تشغيل خزان صناعة الأبطال الرياضيين المغاربة، كما جاء خلال موضوع الندوة، فإنه يجب العودة إلى التاريخ الحافل الذي يحفظ للرياضة المغربية تألقا كبيرا على المستوى الرياضي، من خلال إنجازات ألعاب القوى، كرة القدم، التنس وغيرها، لكنها عرفت تراجعا منذ دورة الألعاب الأولمبية "أثينا 2004 »، يضيف عزيز داودة. وأوضح داودة أن الرياضة العصرية ترتكز على تحقيق الإنجازات، انطلاقا من المجهود البدني إلى غاية تحقيق الفرجة، في سيرورة مبنية على قواعد مضبوطة، وهو ما يترك للرياضة ذلك الطابع الذي يجلب المتلقي ويبهره، بالإضافة إلى العامل الاقتصادي الذي يتدخل في المنظومة، وما الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلا نموذج لأحد أقوى التنظيمات المتعددة الجنسية عالميا. وركز المتحد ذاته على أهمية استحضار التاريخ في معالجتنا للداء الذي ينخر جسد الرياضة المغربية، الأخيرة التي لا بد لها أن تعطي لثقافة الاعتراف أولوية، كما جاء على لسان عزيز داودة، وهو يتأسف لرؤيىجة شباب مغاربة يستلهمون من أسماء على غرار نجمي كرة القدم ليو ميسي وكريستيانو رونالدو، عوض ارتاد قميص رياضي باسم نوال المتوكل، أحد أساطير الرياضة المغربية، على حد تعبير الإطار المغربي، وهو يستحضر أيضا منشآت رياضية بالمغرب لا تحمل حتى إسم، في حين تزخر به الذاكرة الرياضية المغربية بأسماء بصمت على التميز. ونبه عزيز داودة خلال حديثه، إلى ضرورة اعتماد استراتيجية التنقيب على المواهب، إذ تشكل أزيد من ستين بالمئة من مشروع صناعة بطل، حيث كشف إحصاء عالمي أنه من كل عشر آلاف شخص هناك موهبة واحدة، وهو ما يحيلنا إلى ضرورة العودة إلى رياضة العامة التي تعتمد على تنقيب، والتي تشكل المرحلة الانتقالية لرياضة النخبة، يضيف الإطار في رياضة ألعاب القوى. وفي الختام، كشف داودة عن المرتكزات المحددة لتحقيق الإنجاز الرياضي، والتي تتمثل في "الرأسمال البشري، المعرفة العلمية التي تغيبت عن الإطار الرياضي المغربي بعد أن أضحى معهد مولاي رشيد لا يكون أطرا مؤهلة، إضافة إلى المرتكز التشريعي الخاص بالنصوص والقوانين، عل أبرزها قانون التربية البدنية 30.09 والذي يجب إعادة النظر فيه لعدم انسجامه مع القوانين الدولية".