وسط هدوء المستشفى الذي يرقد فيه.. كسر رضى جدار الصمت بصوته الطفولي الصغير وهو يردد عن ظهر قلب معزوفات "الوينرز"، محاطا بشعارات حمراء زينت غرفته الوقتية، ومرفوقا بأقرباء جاؤوا ليطمئنوا على حالته الصحية، بعد ساعات من عملية جراحية أجراها ذو السبع سنوات، جراء تأثر جسمه النحيف بملازمة كرسي متحرك. عرف رضى لدى أسرة الوداد بدور "الكابو" الذي يشعل مدرج "الكورفا نور" وهو مقعد عاجز عن الحركة.. أحب الوداد بعفوية وهو الذي لا يكاد يحتفظ بصور قليلة في ذاكرته عن الإنجازات "الحمراء"، فبادله آلاف الوداديين الشعور نفسه متضامنين معه باعتباره حالة إنسانية مميزة داخل الوسط الرياضي.. يقول رضى "بغيت نرجع نمشي على رجلي ونولي لاعب كرة القدم بحال الهجهوج.. ". هي آماني مشروعة للطفل رضى الذي يحلم أن يفارق كرسيه المتحرك ويداعب الكرة على غرار أطفال كثر في نفس سنه.. هو حلم قد يتحقق ل"كابو الوداد الصغير" من أجل حمل قميص أحمر يزين رفوف خزانة ملابسه، ويصبح مثل قدوته الرياضية: رضى الهجهوج، لاعب الوداد البيضاوي.. ما حز في نفس أسرة رضى الصغيرة والكبيرة، وهو يهم بمغادرة المستشفى بعد تحسن حالته الصحية، أن تلك "الوداد" التي يتنفس الطفل هواها ويعشق ألوانها، هي نفسها التي غاب مسؤولوها عن عيادة طفل مريض يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي، فتمنى الأخير في قرارة نفسه أن يكون سهوا منهم وهو يمني النفس في أن يعود زملاء الهجهوج بانتصار من لقائهم المقبل في أكادير.. في انتظار أن يتجدد لقاء رضى بهم على أرضية الميادين وهو يتمتع بنعمة المشي على قدميه.. في انتظار التفاتة قد تأتي أو لا تأتي. بالشفاء العاجل رضى!