يعد إقصاء المنتخب الإنجليزي من ثمن نهائي كأس أمم أوروبا (يورو 2016) على يد أيسلندا بمثابة أكبر إذلال يتعرض له منتخب "الأسود الثلاثة" في العصر الكروي الحديث، ولكن الأمر لم يأت مصادفة بل كانت له أسباب واضحة. 1- رجل بلا خطة: بدأ المدير الفني لإنجلترا روي هودسون البطولة دون وجود تشكيل ثابت. كانت لديه تلك الفكرة المبهمة حول ضرورة اللعب بشكل هجومي ولكنه لم يتمكن من استخدام قطعه بالصورة الملائمة وارتكب أخطاء تكتيكية خطيرة. على سبيل المثال أضعفت تغييراته المنتخب أمام روسيا في الجولة الأولى ما أدى إلى اهتزاز شباكه في الدقيقة الأخيرة وفرض التعادل، بينما في الجولة الثالثة أجرى ستة تغييرات على التشكيل الأساسي، لينتهي به الأمر في المركز الثاني في المجموعة. وأمام أيسلندا تأخر في إدخال ماركوس راشفورد الذي لم يلمس أرض الملعب سوى قبل أربع دقائق من نهاية المباراة ليخسر ويودع البطولة. 2- المعزول: يتعلق السبب الثاني بهودسون أيضا حيث أنه لم يكن مدعوما من قبل الجماهير التي كانت تعتبره أكبر من اللازم وغير قادر على التواصل مع تلك المجموعة الشابة من اللاعبين. كان هودسون معزولا عن الجميع لدرجة أنه على الرغم من تأهله لليورو في صدارة مجموعته لم يحصل على عرض لتمديد تعاقده، فيما أنه قبل مباراة أيسلندا ألمح إلى أن منصبه "على كف عفريت"، حتى استقال بنفسه بعد الإقصاء المهين. 3- الحارس: لا شك أن جو هارت يتحمل مسؤولية الهدف الثاني لأيسلندا بشكل كبير. اعترف بهذا الأمر بنفسه بعد المباراة. تعاني إنجلترا بشكل عام من عدم وجود حارس أسطوري يدافع عن مرماها منذ فترة. 4- شباب بلا روح: يعد صغر السن سلاحا ذا حدين؛ فإما يمنح الفريق الأفضلية والروح العالية أو يقوده نحو السقوط في الهاوية بسبب غياب الخبرة والخوف من البطولات الكبرى. تضم إنجلترا عددا كبيرا من اللاعبين الشباب الواعدين، أو هكذا كان يظن الجميع قبل انطلاق البطولة، حيث أن أغلب الأسماء مثل هاري كين هداف ال"بريميير" أو ديلي ألي الذي كان الجميع ينتظر تفجره لم يقوموا بأي شيء، فيما أن راشفورد قضى وقتا على مقاعد البدلاء من ذلك الذي قضاه داخل أرض الملعب. 5- غياب القيادة: كان هذا واحدا من أهم الأسباب التي أدت إلى الكارثة الإنجليزية حيث لم يوجد ذلك اللاعب القادر على حمل الفريق فوق ظهره. حاول القائد وين روني القيام بهذا الدور ولكن مجهوداته كانت باهتة ولم تبث في من حوله الروح المطلوبة، ففي النهاية هو لا يمتلك ثقل جون تيري أو ستيفن جيرارد ومن حوله يعلمون ذلك جيدا.