عندما يصاب ناديا الوداد والرجاء المغربيان بالزكام، تعطس الكرة المغربية كلها، هكذا يرى محللون أهمية الناديين بالنسبة للكرة المغربية،.. واليوم يعيش المغرب الرياضي على وقع أزمتين كبيرتين تمسان الناديين الأكبر على الإطلاق بالبلاد، وتثيران مخاوف كبيرة لدى المعنيين بخصوص المستقبل القريب للكرة المغربية، سواء على الصعيد المحلي أوالقاري، بل وحتى العالمي. هذه المخاوف تأتي من أن المغرب مقبل على المشاركة في كأس العالم للأندية التي ستنظم على أرضه آخر السنة الحالية (2014)، والأزمتان اللتين مستا ناديي الوداد والرجاء تختلفان في موضوعهما، ولكن تتشابهان في التداعيات. فلئن كان الوداد يعيش على وقع مشكلة بين جماهيره ورئيس مجلسه الإداري عبد الإله أكرم، الذي هو في الوقت نفسه نائب رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، فإن الرجاء على العكس من ذلك يعيش في تناغم مع جماهيره بفعل الحضور الجيد في كأس العالم للأندية الأخير، غير أن مشاكله الداخلية تؤذن بمستقبل صعب للنادي ككل. ورغم أن هناك حديثا عن انفراج في أزمة نادي الوداد، وذلك بعد أن توسط البعض بين ألتراس (رابطة جماهير) الوداد ورئيس مجلسه الإداري أكرم، الذي تعهد بالرحيل في آخر الموسم الحالي، فإن مطلعين على خبايا النادي العريق يظنون أن الانفراج ليس قريبا، بفعل غياب الثقة بين أطراف الأزمة، بخاصة أن رئيس نادي الوداد سبق له أن تعهد بجملة من الأشياء، غير أنه لم يحققها على أرض الواقع، ومن ضمنها الفوز بالألقاب الكثيرة، مع أنه لم يحرز للفريق إلا لقبا واحدا في ست سنوات. الشيء نفسه يمكن قوله عن غريم الوداد الذي هو نادي الرجاء البيضاوي المغربي، فهذا الأخير يعيش على وقع أزمة بين مكوناته الداخلية، لم تظهر إلى الآن جميع أركانها، غير أن تداعياتها وصلت مداها، وكان من نتائجها تجميد عضوية رئيس اللجنة الفنية صلاح الدين بصير، واستقالة الناطق الرسمي باسمه، سمير شوقي، وقيل إن السبب الرئيسي هو طلب تقدم به بصير إلى الملك محمد السادس، أثناء استقباله النادي في قصره بمدينة الدارالبيضاء، يوم 24 ديسمبر/كانون أول الماضي، احتفاء به، يقضي بحصوله على قطعة أرض، ما أجج غضب المسؤولين عليه، في وقت نفى بصير ذلك، واتهم من سماهم "المصطادون في الماء العكر" بالترتيب لإقصائه حتى يخلو لهم الجو. أيا كان الحال، فإن الأزمتين لاشك ستكون لهما تداعياتهما على الكرة المغربية برمتها، وهي التي لم تخرج بعد من أزمة الشرعية بعد أن قضت دوائر الاتحاد الدولي (فيفا) ببطلان انتخابات الاتحاد المغربي لكرة القدم في نوفمبر الماضي، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التعثر في تطبيق نظام الاحتراف على الوجه الأكمل.