يثير فوز بايرن ميونيخ بالدوري للمرة الرابعة على التوالي مخاوف من تدشين النهاية للبطولة الألمانية. لكن من ينظر إلى أولمبيك ليون وغلاسغو رينجرز، بل وفيسبوك وغوغل يدرك أن الهيمنة لن تدوم، كما أنها فرصة للمنافسين الآخرين. فقد حقق بايرن ميونيخ هذا الموسم لقب بطولة الدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز غير مسبوق على مستوى البطولة الألمانية. مسألة رائعة لكنها تثير المخاوف أيضا. فلا أحد يعرف حتى الآن متى سيكسر فريق آخر احتكار الفريق البافاري للبطولة. فالأوضاع في ميونيخ تبدو على أفضل ما يكون حيث الإدارة القوية، والدعم المادي الضخم، الذي يؤمن القدرة على التعاقد مع أكبر المدربين وشراء أفضل اللاعبين. وسينجح بايرن، أغلب الظن، في الحصول على المدافع ماتس هوميلز من منافسه التقليدي بوروسيا دورتموند، وهذا سيزيد بالطبع من قوة الفريق، وصعوبة منافسة الآخرين له. ورغم كل ذلك يرى زاشا شميت، الخبير في شؤون التطور الرياضي، أن هذا الوضع يجب أن يكون حافزا لمنافسي بايرن في الدوري الألماني؛ إذا ما جرى استيعاب الدروس الصحيحة منه. وتساءل الخبير الرياضي في عامود له بموقع "فوكوس" الألماني: هل هذا الوضع هو بداية النهاية للبوندسليجا؟ وأجاب بالقول: "لا. ليس بداية النهاية، فالخبر السار هو أن الهيمنة محدودة من الناحية الزمنية. وهذا لا ينطبق فقط على التطور البشري وإنما أيضا على الاقتصاد والرياضة." عرف العالم صعود وأفول مؤسسات كانت تملأ السمع والأبصار مثل شركة "نوكيا" الفنلندية لصناعة الهواتف الجوالة، وكذلك شركات عائلية ألمانية أخرى عريقة مثل شركة "كروب". ويرى شميت أن أسباب السقوط متعددة من بينها مثلا الظهور المفاجئ لقوى من خارج المؤسسة تؤثر عليها، وكذلك الأزمات الداخلية التي تقع فيها المؤسسة "ورغم أنه لا يمكننا أن نتوقع بشكل دقيق متى ستنتهي الهيمنة، إلا أنه من المؤكد أنها ستنتهي"، وفقاً لما قاله الخبير الرياضي. وبالنسبة لبطولات الدوري في كرة القدم الأوروبية شاهد الجميع اكتساح أولمبيك ليون للدوري الفرنسي في الألفية الجديدة محرزا اللقب 7 مرات، قبل أن يقع في أزمة لم يتعافى منها بشكل صحيح حتى الآن، وكانت في المقام الأول بسبب الخطأ في "سياسة الأفراد". أما أوضح الأمثلة على أن الهيمنة مسألة مؤقتة، فهو ما حدث مع "جلاسجو رينجرز" الفريق الاسكتلندي العريق، الذي فاز بالدوري الاسكتلندي منذ تأسيس البطولة 54 مرة. فبسبب إدارة اقتصادية خاطئة للنادي دامت سنوات طويلة، وتراكم الديون عليه بكثرة، توجب على النادي قبل 4 سنوات إعلان إفلاسه ومن ثم تم إجباره على الهبوط إلى دوري الدرجة الرابعة. لكن بايرن ميونيخ يختلف عن الفريق الفرنسي والفريق الاسكتلندي، في أنه قوي جدا من الناحية المادية والإدارية "رغم ذلك يمكن دائما أن تقع أحداثا مفاجئة تتسبب في عثرات لصاحب السبق." ويطالب الخبير في التطور الرياضي أندية البوندسليغا، المنافسة لبايرن، أن تتشجع وتنشط للبحث عن الفرص لإثبات نفسها "وهي فرص موجودة بكثرة، أما الانتظار (لتعثر بايرن) فهو إهمال طبعا." فشركات مثل "أبل" و "فيسبوك" و"غوغل" تمكنت في غضون سنوات قليلة من أن تصبح شركات عالمية رغم أنه كان في محيطها "ميكروسوفت" و "آي بي أم" كشركات وطيدة الجذور، وفقاً لشميت. ويتابع الخبير الألماني "الشركات الطامحة فتحت لنفسها طاقات لم تكن موجودة لدى الشركات المسيطرة أو أنها كانت في البداية صغيرة وغير جذابة بالنسبة للكبار." وكان كلاوس ألوفس المدير الرياضي لنادي فولفسبورغ قد صرح في مقابلة مؤخرا بأن موارد بايرن المالية متقدمة بسنوات ضوئية على الأندية الأخرى مثل ليفركوزن أو فولفسبورغ أو دورتموند. ويقول زاشا شميت إنه رغم صعوبة المنافسة مع بايرن حاليا في هذه الناحية إلا أنه يمكن البحث عن مصادر مالية غير مباشرة مثل الاستثمار في ما يعرف بمجال "الرياضة الإلكترونية" ومؤسسات حديثة لها علاقة بكرة القدم في أنحاء العالم. ويؤكد الخبير الرياضي أن فرص النمو متاحة للجميع وبشكل كاف وخصوصا خارج المنافسة على أرض الملعب "الفرص غير محدودة تقريبا حتى لأصغر الفرق التي تبتعد كثيرا عن المنافسة على مقدمة البطولة أو حتى تلك التي تلعب في البطولات الأقل قدرا." ويختم زاشا شميت حديثه بالقول إن "توافد الجماهير على كافة ملاعب الأندية الألمانية وليس ملعب ميونيخ وحده يؤكد أن هيمنة بايرن لا يمكن أن تكون نهاية البوندلسيغا."