يواجه المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا تحدي الفرصة الأخيرة للفوز بلقب دوري الأبطال مع بايرن ميونخ الألماني أو مواصلة السقوط في فخ لعنة الفرق الإسبانية، في ظل انتقادات عديدة وجهت له أبرزها عدم اشراك توماس مولر أساسيا في مباراة ذهاب نصف النهائي أمام أتلتيكو مدريد. وبدا غوارديولا واثقا في قدراته عندما أكد أن أسلحته لم تنفد قبل مباراة العودة أمام "الروخيبلانكوس" على ملعب اليانز أرينا غدا الثلاثاء، بعد خسارة الفريق البافاري ذهابا بهدف نظيف في فيسنتي كالديرون. وواجه غوارديولا سيلا من الانتقادات- من بينها المدرب السابق للبايرن أوتمار هيتسفيلد- بعد قرار إجلاس المهاجم توماس مولر والجناح فرانك ريبيري على مقعد البدلاء. وبخسارته ذهابا أمام أتلتيكو الأسبوع الماضي وسقوطه أمام ريال مدريد في 2014 وبعدها بعام أمام فريقه السابق برشلونة، يواجه غوارديولا ما يمكن أن يطلق عليه "لعنة الفرق الإسبانية". وأشارت صحيفة (بيلد) إلى أن غوارديولا اتخذ نفس القرار بعدم الدفع بمولر أساسيا في ذهاب نصف نهائي 2014 بينما في مباراة برشلونة العام الماضي أخرجه من المباراة عندما كان الفريق خاسرا. وكتبت أسبوعية (دير شبيغل) على غرار آراء مماثلة لصحف ألمانية أخرى أن "شهادة تخرج بيب غوارديولا دائما ما تكون بين أيدي الإسبان". وتناولت العديد من وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة الفارق بين أسلوب لعب غوارديولا القائم على الكمال التكتيكي، مقابل الأداء القوي والشرس لنظيره في أتلتيكو مدريد، الأرجنتيني دييغو سيموني. وكان نجوم سابقون مثل حارس الفريق البافاري المعتزل أوليفر كان قد حذر من قبل من خطورة أتلتيكو فور إعلان القرعة. وما زالت ألقاب البوندسليغا وكأس ألمانيا التي حققها غوارديولا مع البايرن غير كافية، مقارنة بما حققه سلفه يوب هاينكس الذي أحرز في آخر مواسمه مع البايرن في 2013 الثلاثية. وجلب هاينكس، المعروف بهدوئه الشديد، لخزائن النادي البافاري ثلاثية الدوري والكأس، ثم التشامبيونز ليغ بعد فوزه على برشلونة في نصف النهائي في مجموع المبارتين 7-0 ثم تخطي عقبة مواطنه بروسيا دورتموند في نهائي ويمبلي. لكن الطلقة الأخيرة في سلاح غوارديولا ما زالت في وضع الاستعداد لينهي المدرب الكتالوني مسيرته مع بايرن الذي جاء إليه قبل ثلاثة أعوام واضعا نصب عينيه غرس فلسفته التي طبقها سابقا مع برشلونة. وتبدو المباراة المقبلة مسألة حياة أو موت بالنسبة لغوارديولا الذي نال ثقة كبار مسؤولي النادي الألماني مثل أولي هونيس وكارل هاينز رومينيغه وماتياس سامر. وواجه غوارديولا في وقت ما تهمة "إسبنة" النادي بالتعاقد مع بيبي رينا وتياغو الكانتارا وتشابي ألونسو وخوان برنات، إضافة إلى خابي مارتينيز الذي كان موجودا من قبل، ثم التعاقد مع لاعبين من أمريكا اللاتينية مثل التشيلي ارتورو فيدال والبرازيلي دوغلاس كوستا. وفي فترة تولي غوارديولا اجتاح الفريق الهوس بمواهب البوندسليغا، آخرهم ماتس هوميلس الذي اقترب بشدة من ارتداء قميص البايرن لكن مع بداية الموسم المقبل بقيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بينما سيكون غوارديولا وقتها على مقعد تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي. من جهة أخرى تعرض الفريق لهزات أخرى خارج الملعب حيث حكم على رئيس النادي أولي هونيس في قضايا ضريبية، فضلا عن فضائح الفساد المتعلقة باستضافة ألمانيا لمونديال 2006 التي طالت الرئيس الشرفي فرانز بيكنباور، كما تعرض سامر لمشكلات صحية لم تتضح ملامحها بعد. ويواجه الفريق الآن تحدي كسر اللعنة الإسبانية لمواصلة هيمنته محليا وأوروبيا.