انطلقت أولى مراحل "ماراطون الرمال"، المغامرة الصحراوية في دورتها الحادية والثلاثين، أمس، والذي أضحى مناسبة رياضية سنوية تحتضنها الصحراء بين ورزازات والراشيدية، في الفترة ما بين 8 و18 أبريل، بمشاركة كثيفة لعدائي الرمال قادمين من جميع أنحاء العالم. الدورة 31 تأكد على نجاح الماراطون متجاوزا بعده الرياضي إلى ما هو سياحي لاكتشاف ما تزخر به الطبيعة الصحراوية من كثبان رملية ومسالك جمعت بين الهضاب وأراضي منبسطة كثيرة الحصى، ومزجت الجبال بالواحات الخضراء والأودية الجافة. دورة هذه السنة ستعرف مشاركة 1200 عداء يمثلون 50 بلدا سيقطعون مسافة 257 كلم في ظرف ستة أيام أي بزيادة سبعة كلم مقارنة بدورة السنة الماضية والتي عرفت سيطرة مغربية على المراتب الأولى، حيث حل رشيد المرابطي أولا كبطل للمرة الثالثة وحل العداء عبد القادر مواعزيز ثانيا ثم عزيز العقاد ثالثا. رشيد المرابطي بطل الدورة الماضية يعبر عن حماسه لخوض المغامرة من جديد في تصريح خص به جريدة "هسبورت" قائلا: "أتمنى أن أحافظ على اللقب، وأمثل المغرب أحسن تمثيل". وعن صعوبة الدورة الحادية والثلاثين ،كأطول دورة منذ نشأة الماراطون سنة 1986، يضيف المرابطي"شخصيا أعتبرها الأصعب والأطول على مر التاريخ، حيث تمت إضافة مسالك جبلية وطرق رملية، قمت بتداريب في الصحراء وكذلك بإفران لتحسين لياقتي البدنية وأتمنى أن أكون في الموعد". ويعتبر السباق فريدا من نوعه بالعالم حيثُ يضطر المُتنافسون إلى مُساعدة بعضهم البعض، ومشاطرة المياه والطعام، ليستطيعوا إنهاء السباق، وهُم يحملون على ظهورهم مؤونة يتجاوز وزنها ال 10 كيلوغرامات، ويبقى اختيار العداء لنوعية الأطعمة جد مهم لإكمال السباق. وينتظر أن تشتد المنافسة طيلة الست مراحل، إذ تعتبر مرحلة الماراطون الأطول هي الأصعب و الحاسمة بدرجة أكبر بمسافة 92 كلم، بالنظر للفارق الزمني الذي يمكن أن يحصل عليه صاحب المركز الأول، وعن أبرز المرشحين حسب المرابطي للظفر بلقب العداء الصحراوي "يمكن وضع لائحة تضم كل من عبد القادر مواعزيز، معتصم، سمير لخضر، حمو موديجي". وقد تأكد رسميا غياب الإخوة أحنصال لحسن ومحمد عن دورة هذه السنة، وبغيابهم سيحرم الماراطون من نصف سجل ألقابه، حيث جمعا الإخوة ما مجموعه 15 لقبا من مجموع ثلاثين دورة، 10 منها لأسطورة ماراطون الرمال لحسن و5 ألقاب لمحمد. وتختلف أهداف الركض من متسابق لآخر من مصمم على الفوز مرورا بمستمتع بمراحل السباق وصولا إلى من يشارك باسم جمعية أو منظمة ذات بعد إنساني، ولترسيخ الطابع التضامني للماراطون سميت المرحلة الأخيرة من كل دورة بالمرحلة التضامنية لليونيسيف لفائدة الأطفال.