تحولت مباراة ودّية جمعت، مساء أمس الأربعاء، المنتخبين الجزائري "محاربي الصحراء"، والفلسطيني "الفدائيين"، لكرة القدم لأقل من 23 سنة (الأولمبيين)، إلى تظاهرة، تفننت فيها الجماهير الجزائرية، في نصرة القضية الفلسطينية، من خلال حضور كثيف ودعم الضيوف، على حساب أصحاب الأرض. وانتهت المباراة بفوز المنتخب الفلسطيني، بهدف دون مقابل سجله مهاجمه، محمد أبو لاهية في الدقيقة 61 من عمر اللقاء. واكتظ ملعب، الخامس من يوليو، بالعاصمة الجزائرية والذي يتسع لثمانين ألف مناصر(الأكبر في البلاد) عن آخره، بالجماهير، التي قدمت لمشاهدة المباراة رغم طابعها الودي، فيما حرم عشرات المناصرين من الدخول بسبب نفاد الأماكن، ونادرا ما سجل هذا العدد الكبير من الجماهير إلا في المباريات الرسمية للمنتخب الأول لكرة القدم، أو مباريات فرق القمة بالدوري المحلي. ووصفت المباراة ب "التاريخية" من قبل الإعلام المحلي، كونها الأولى من نوعها التي تجمع منتخبي أقل من 23 سنة (الأولمبيين) لكرة القدم. وقررت السلطات الرياضية في الجزائر، مجانية دخول الجماهير، لمشاهدة المباراة التي جاءت في إطار تحضيرات المنتخب الأولمبي الجزائري، لمسابقة كرة القدم بدورة اولمبياد ريو دي جانيرو المقررة الصيف المقبل بالبرازيل. وتوشحت مدرجات الملعب، بالأعلام والرايات الفلسطينية، وتعالت أهازيج المناصرين، الذين رددوا هتافات دعم للقضية الفلسطينية مثل "فلسطين الشهداء" و"جيش شعب معاك يا فلسطين". وكانت مناصرة الجماهير الجزائرية، لمنتخب فلسطين الضيف، بارزة من خلال تفاعله مع لقطات "منتخب الفدائيين"، من خلال تصفيقات، وهتافات دعم، ووصل الأمر حد إطلاق صافرات على هجمات المنتخب الجزائري في بعض لحظات المباراة. وانفجرت المدرجات فرحا بعد تسجيل، محمد أبو لاهية، مهاجم المنتخب الفلسطيني لهدف "الفدائيين" الوحيد في الدقيقة 61 من المباراة. وشهدت المباراة، في الدقيقة 50، حادثة طريفة عندما اقتحم أحد المناصرين الجزائريين، أرضية الملعب، وتوجه إلى لاعبي فلسطينين، وعانقهم قبل أن تتدخل قوات الأمن لإخراجه. وأعلن أعضاء الوفد الفلسطيني، من لاعبين ومنظمين، في تصريحات على هامش المباراة، انبهارهم بهذا الدعم الذي تلقوه من الجماهير الجزائرية، وأنها أرسلت حسبهم، رسالة دعم للقضية الفلسطينية لكل العالم من ملعب الخامس من يوليو بالعاصمة الجزائر.