لم يكن أشد المتشائمين حول مصير الناخب الوطني السابق بادو الزاكي يتوقع أن يأفل نجم الحارس الأسطوري للكرة المغربية بتلك الصورة، وتنزل أسهم صانع أفراح النخبة الوطنية بكأس أمم إفريقيا 2014، وتُنْتَزَع "هَيبتُه" ومكانته التي استقرت في قلوب المغاربة منذ سنوات، بجرة قلم وبإجراء، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه "مفاجئ" للشارع المغربي. قرار فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومكتبها المديري، بإقالة الزاكي من مهامه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب، اعتبره البعض "ضربة معلم"، وإنقاذ لحظوظ المنتخب في العبور إلى كأس أمم إفريقيا المقبلة، قبل شهر واحد من مواجهة حاسمة أمام الرأس الأخضر. الجمهور المغربي لم يكن كله راضيا على قرار الجامعة الوصية، إذ اعتبرت شريحة أخرى قرار لقجع "ضربة" لشخص بادو الزاكي وقيمته التي اكتسبها طيلة إشرافه خلال فترتين منفصلتين على قيادة الفريق الوطني، والتي من شأنها إقبار رمزية المدرب في نفوس المغاربة، وتسكت أفواه المنادين باسمه طيلة السنوات الماضية. إجراء جامعة الكرة لم يجد ردة فعل من قبل عشاق المستديرة في المغرب فقط، بل امتد إلى الأطر الوطنية التي أكدت أن التخلي عن الزاكي بهذا الشكل وفي مثل هذا التوقيت، وبهذا الشكل "المفاجئ"، (أكدت) أن ذلك "ضربة" موجعة موجهة للإطار الوطني بصفة عامة، الذي غالبا ما يزاح من منصبه لصالح مدربين أجانب. وفي ظل النتائج الإيجابية التي حققها الناخب الوطني على رأس المنتخب الأول، بتصدره لمجموعته إلى جانب منتخب الرأس الأخضر، في تصفيات "الكان"، وعبوره إلى الدور الإقصائي الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم، وعدم خرقه لعقدة الأهداف التي تربطه بجامعة الكرة، يظهر جليا فقدان الجهاز المسؤول عن الكرة بالمغرب لثقته في الإطار الوطني بعد توالي "الخيبات" في جامعة الفئات السنية، بعدما عمد في فترة ماضية ل"مغربة" الأطر المشرفة على المنتخبات.