لن يخرج جوزيف بلاتر وميشال بلاتيني بصمت من عالم كرة القدم كما صرّحا سابقاً، فمع بلوغ الأوّل عمر ال79 والثاني عمر ال60 لا يبدو أن الرجلان اللذان أدينا بالفساد لديهما ما يخسرانه بعد إيقافهما ل8 سنوات. فازت كل من روسياوقطر بحق استضافة كأس العالم لسنتي 2018 و2022، جاء تقدم روسيا على حساب انكلترا فيما فازت قطر بحق الاستضافة على حساب الولاياتالمتحدة الأميركية. لحظة التصويت على حق الاستضافة في 2 ديسمبر 2010 تُعد فاتحة الخلاف بين أكبر قوتين سياسيتين داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم. وفي الوقت الذي ارتفع صوت مسؤول ملف إنكلترا ديفيد تريسمان بشكل متكرر معتبراً أنّ هناك رشىً أدّت إلى خسارته، كان الأميركيون يحضّرون ملفاً ساخناً عن طريق مكتب التحقيق الفيدرالي بالتعاون مع المحقق مايكل غارسيا الذي كان قد استقال من فريق التحقيق الخاص بلجنة الأخلاقيات "الفيفا" لاعتراضه على قيام السلطات بإخفاء حقائق تدينها. التحقيق الأميركي نتج عنه أول ضربة لجسم الفساد في "الفيفا" في 27 مايو 2015 باعتقال 7 أعضاء من اللجنة التنفيذية واتهام 14 شخصاً بالرشى وتبييض الأموال. وأدت هذه الحادثة مع ازدياد الشبهات حول رئيس الفيفا جوزيف بلاتر إلى إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه الكامل للرجل السويسري وهو ما يُعد تدخلاً سياسياً مباشراً رداً على عمل التحقيقات الأميركية، فيما صرّح وزير الخارجية الروسي عن أنه "يجب على الولاياتالمتحدة الأميركية التوقف عن تنصيب نفسها قاضياً خارج حدودها واتباع الإجراءات القانونية الدولية". موقف روسيا كان يُعدّ إعلاناً لحرب باردة بين أسوار "الفيفا" صقورها الأميركيون والروس الذين لم يترددوا للحظة بدعم رأس الهرم في "الفيفا" حيث عاد فلاديمير بوتين منذ أيام ليصرح بأنه "يجب منح بلاتر جائزة نوبل". الرّد على "جائزة نوبل الروسية" جاء ليمنح الولاياتالمتحدة تفوقاً بجولة على روسيا داخل أسوار "الفيفا" مع نجاحها بإدانة جوزيف بلاتر قانونياً عبر لجنة أخلاقيات "الفيفا" بتهمة الفساد وإيقافه ل8 سنوات. هذا القرار يُشكّل خطوة جديدة في طريق إعادة فتح ملفات فساد الأصوات المرتبطين بروسياوقطر، فالواضح أن الحليفان البريطاني والأميركي لن يسكتوا على خسارتهما في وجه الملف القطري الذي تُطرح عليه الكثير من علامات الاستفهام، وليس قرار "الفيفا" بتأجيل قبول ملفات استضافة كأس العالم 2026 سوى دليل على أن الجولة القادمة ستكون الأشرس في الحرب الباردة الجديدة في عالم كرة القدم.