لم تفرح برشلونة بفريقها كما هي العادة. خرج ما يزيد عن 80 ألف متفرج، مساء أمس، من ملعب "الكامب نو" بخوف رهيب يسكنهم على فريق بات "سحره" يتلاشى ويصبح من الماضي. على مدار 70 دقيقة من اللقاء كان قلب جمهور البلاوغرانا يخفق أكثر من المعتاد، وكان حلم التأهل لسادس مرة على التوالي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على كف عفريت بعد أن وضع اللاعب الأرجنتيني خافيير باستوري هدف التقدم للباريسيين في شباك حارس البارصا فيكتور فالديز في الدقيقة 50 من عمر اللقاء. البارصا لم تعد هي البارصا. هذه هي أهم خلاصات الجمهور الحاضر بملعب "الكامب نو". سحر الفريق الذي كان إلى وقت لا يُقهر بدأ في الذوبان، والجيل الذهبي لتشابي وأنييستا وميسي وبويول وبيكي وفالديز.. بدأ يجد صعوبة في هزم الفرق المنافسة بعدما كان يبدع ويقنع ويحقق الفوز الكاسح بالنتيجة والأداء إلى وقت قريب. خرجت الجماهير من ملعب "الكامب نو" وهي لا تعرف هل تفرح للتأهل أم تحاول إخفاء خوفها من مستقبل فريقها الذي جلب أنظار العالم إلى مدينة ساحلية جميلة اسمها برشلونة. ب"البلاوغرانا" أصبحت برشلونة ضمن خارطة السياحة في العالم، وبهذا الفريق تتحرك العجلة الاقتصادية بكامل الإقليم، ومن أجل مشاهدة سحر لاعبيه يحل كل نهاية أسبوع آلاف العشاق من القارات الخمس عبر مطار برشلونة الدولي لمشاهدة ميسي وانييستا وتشابي وفالديز وآخرين وهم يصنعون اللوحات الفنية على البساط الأخضر. لا فرح في شوارع برشلونة هذا اليوم. هذه هي الخلاصة التي يمكن أن يخرج بها كل صحفي تابع أطوار المقابلة ورأى عيون "البارصاويين" وهي تخرج من الملعب. والفرح الذي عمّ محطة ميترو "كولبلان" المحاذية لل"كامب نو"، ومنها إلى محطة " كاتالونيا" في قلب المدينة، كان نصيبه من أنصار الفريق الفرنسي باري سان جيرمان بعدما استمتعوا بفريقهم وهو يُحرج فريق "الأحلام" في عقر داره. في ساحة "كاتالونيا" وبشارع "الرامبلا" الشهير، كان الجو هادئا. لا فرح، ولا احتفال، ولا شعارات للبارصا كما هي العادة. إنه الهدوء الذي تلا لقاء "الكامب نو" بعدما وجد فريق نفسه يبحث عن التعادل في معقله التاريخي من أجل التأهل إلى نصف نهاية دوري أبطال أوروبا. وكما وجوه الجمهور التي تجهمت في الشوارع، خرجت الصحف الاسبانية بمقالات ساخطة على نتيجة المباراة ومنوهة ب"البرغوث" ميسي الذي دخل في النصف ساعة الأخيرة ليقلب موازين اللقاء. جريدة "إلبايس" عنونت مقالها الرئيس ب"ميسي.. إنه الأفضل بساق واحدة". أما صحيفة "ماركا" فقط كتبت بالبند العريض "روح ميسي هي سبب الانتصار". جريدة "إلموندو" نقلت تصريحا عم اللاعب بيدرو الذي أهدى البارصا هدف التعادل في الدقيقة 71 من عمر اللقاء، حيث أكد "أن دخول ميسي لأرضية الميدان كان كافيا لينتفض الفريق ويحقق التأهل". هي تعاليق من أخرى خلقت الجدل اليوم بعد أن بدأ البيت البرشلوني يفقد سحره وجاذبيته.