سحق بايرن ميونيخ الألماني نظيره برشلونة الإسباني، وفاز عليه بأربعة أهداف دون رد، وذلك في المباراة التي جمعت بينهما مساء اليوم الثلاثاء في ملعب أليانز أرينا، في إطار ذهاب نصف النهائي من دوري أبطال أوربا. وقد ظهر الفريق الألماني قويا متماسكا منذ بداية المباراة، بينما كان برشلونة غائبا تماما عن مستواه المعهود، ولولا الأسماء الحاضرة كميسي واكزافي وإنييستا، لاعتقد الجميع أن البايرن واجه فريقا آخر غير ذلك الذي اكتسح عددا من الألقاب في السنوات الماضية، فبرشلونة كان تائها تماما وسط الملعب وقدم أسوأ مباراة له على الإطلاق منذ مواسم طويلة. بايرن ميونيخ، المرشح الأول للقب، بالنظر إلى قوة هجومه في منافسات دوري أبطال أوربا، ضرب عدة عصافير بهذا الفوز الكبير، الأول هو ضمانه للتأهل إلى النهائي بنسبة تتجاوز التسعين في المئة، الثاني هو إلحاقه لأول هزيمة بالفريق الكتالوني داخل الأراضي الألمانية منذ 11 سنة، الثالث ثأره لتلك الهزيمة المذلة التي تعرض لها على يد رفاق ميسي سنة 2009 بنفس نتيجة مباراة اليوم، الرابع هو اقترابه من تحقيق ثلاثية تاريخية بعد فوزه بلقب البونديسليغا وتأهله للمباراة النهائية في كأس ألمانيا. وبالعودة إلى شريط المباراة، فقد عانى برشلونة من غيابات مهمة على مستوى خط الظهر، وذلك بالنظر إلى إيقاف أدريانو، إصابة بويول وماسكيرانو، مما دفع بمدرب الفريق فيلانوفا إلى إشراك المدافع الشاب مارك بارترا كقلب دفاع، في حين تواجد النجم ميسي في أول ظهور له منذ مباراة باريس سان جيرمان قبل أسبوعين، أما البايرن، فقد دخل اللقاء محروما من خدمات مهاجمه ماندزوكيتش الغائب للإيقاف. ورغم الاستحواذ المعتاد لبرشلونة على الكرة، فقد أهدر روبين هدفا صريحا مع بداية المباراة عندما انفرد بالمرمى، ليتواصل الضغط البافاري الرهيب إلى أن تمكن المتألق مولر من تسجيل أول الأهداف في الدقيقة 25 بعدما تلقى كرة ممتازة من المدافع البرازيلي بونفيم، ويحولها إلى المرمى رغم محاولة فالديز التصدي إليها، وباستثناء كرة أرسلها بونفيم إلى الركنية مفوتا الفرصة على ميسي للحاق بها، لم يظهر تقريبا برشلونة في الشوط الأول، بينما هاجم البايرن بقوة، بل وطالب بضربتي جزاء بعدما دفع بارترا مارتينيز في المرة الأولى، ثم عندما حوّل بيكي اتجاه الكرة بيده في المرة الثانية. وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع ردة برشلونة خلال الشوط الثاني، تمكن جومز، بعد أربع دقائق على إطلاق الحكم لصافرته، من تسجيل الهدف الثاني بقدمه بعد كرة ممتازة من مولر، ثم الثالث في الدقيقة 73 من روبين بعد اختراق جميل داخل منطقة الجزاء، رغم أن هذا الهدف، أثار جدلا واسعا بعدما اعترض مولر ألبا ومنعه من اللحاق بروبين. وعبثا، حاول الفريق الكتالوني إعادة ترتيب أوراقه، وتأتت له محاولة سانحة للتسجيل بعد انفراد بارترا بالحارس الألماني، لكنه ضيع بغرابة، ليأتي العقاب مرة أخرى من مولر، نجم المباراة، الذي أتّم جملة تكتيكية غاية في الروعة، بهدف رابع في الدقيقة 79. وطوال المباراة، غاب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ولم يقدم أي مستوى يذكر، حيث لم تتح له سوى فرصة وحيدة تصدى لها الدفاع، أما اكزافي وإنييستا، فقد عانا من تحكم الفريق الألماني في وسط الميدان عبر الثنائي مارتينيز وشفاينشتايجر. وسيحتاج برشلونة إلى معجزة لتحقيق التأهل في مباراة الإياب التي ستجرى بين الفريقين، يوم الأربعاء من الأسبوع القادم في ملعب الكامب نو، خاصة في ظل التراجع الرهيب لمستوى ميسي بعد الإصابة، وازدياد مشاكل خط الدفاع بغياب ألبا الموقوف بعد إنذار تحصل عليه في نهاية المباراة.