ورحل "السبيشال وان" عن ريال مدريد بعد ثلاثة مواسم لم يحقق فيها مع الفريق الملكي ما كان يطمح إليه! خبر كان متوقعا بالنظر إلى تزايد الخلافات بين مورينيو وإدارة الفريق، وبالنظر كذلك إلى التسريبات التي تحدثت عن رغبة الفريق في التخلي عنه، إلا أنه يبقى خبرا بحمولة كبيرة، لأنها المرة الأولى التي يغادر فيها المدرب البرتغالي فريقا ما، بأقل عدد من الألقاب ! أتى مورينيو صيف 2010 إلى الريال من أجل تحقيق الألقاب وإخراج الفريق من دوامة الخيبات المتتالية، خاصة وأن الريال، وباستثناء كأس السوبر الإسباني، لم يحقق أي لقب طوال الموسمين اللذين سبقا مجيء مورينيو، ولم يحقق أي نقطة أمام غريمه التقليدي برشلونة الذي فاز عليه في المباريات الأربع التي جمعتهما في الدوري، كانت نتيجة واحدة منها كبيرة ووصلت لستة أهداف مقابل هدفين، كما انهزم أمام ليفربول سنة 2009 بأربعة أهداف لصفر في إطار الدور الست عشر من دوري أبطال أوربا، ورغم انضمام رونالدو للفريق موسما واحدا قبل مجيء مورينيو، إلا أنه لم يستطع تحقيق أي شيء، بل وأن الريال، تعرض في تلك السنة، لهزيمة مذلة من فريق من الدرجة الثالثة في إطار كأس الملك الإسباني. يمكن القول إن مورينيو نجح في كسر النحس الذي طال الفريق ولو بشكل نسبي، فقد تمكن في موسمه الأول معه من تحقيق كأس ملك إسبانيا، واستطاع تحطيم عقدة فريق برشلونة عندما فاز عليه في المباراة النهائية للكأس ذاتها بهدف رونالدو، رغم أن أول مباراة بين الفريقين شهدت انتصارا كاسحا لرفاق ميسي بخمسة أهداف نظيفة، كما استطاع أن يصل بالريال إلى المربع الذهبي لدوري أبطال أوربا، بعد أن توقف الفريق مرات عديدة في دور الثمن. في الموسم الثاني، استطاع مورينو تحقيق لقب الدوري الإسباني وإزاحة برشلونة عن عرشه الذي استمر في حيازته ثلاث مواسم متتالية، كما حقق فوزا تاريخيا على غريمه في معقله بالكامب نو كان له الفضل في ذلك التتويج، وكَسر كذلك الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في الدوري الإسباني بعد أن وصل ريال مدريد ل 121 هدفا، إلا أنه خرج خالي الوفاض من كأس الملك على يد برشلونة، وكذلك من نصف نهائي دوري أبطال أوربا أمام بايرن ميونيخ. وفي موسمه الأخير، فشل مورينيو في الخروج بأي إنجاز كبير، ولم يحقق سوى لقب صغير هو كأس السوبر أمام برشلونة، فقد خرج مبكرا من سباق التنافس على زعامة الدوري، وخرج مرة أخرى من المربع الذهبي لدوري أبطال أوربا أمام بروسيا دورتموند، ومَنَعه أتليتيكو مدريد من خطف كأس ملك اسبانيا، ليكون موسما كارثيا عجّل بنهاية مسيرة مورينو مع الفريق الملكي. بعضهم يقول إن مورينو أعاد بعض الهيبة للفريق الملكي خاصة أمام برشلونة الذي تعرض لثلاث هزائم أمام أصدقاء كريستيانو هذا الموسم، إلا أن الرأي القائل بخيبة مورينيو مع الريال يبقى هو الراجح، وذلك بالنظر إلى فشل المدرب البرتغالي في التتويج بكأس دوري الأبطال، وهو الذي كان واحدا من الأهداف التي تعاقد عليها مورينيو مع إدارة الفريق، خصوصا وأنه حقق اللقب ذاته مع بورتو وأنتر ميلان. وكما هو معروف، فمسيرته مع الفريق الأبيض لم تخل من أحداث أثارت الكثير من الجدل وكانت حديث الصحافة الرياضية، فقد أَجْلس أفضل حارس في العالم، كاسياس، على قائمة البدلاء في أغلب فترات هذا الموسم، وأطلق نيران لسانه على الحكام والمدربين، ومَنَع لاعبيه من التصريحات الصحفية إلا بعد انتهاء المباريات، واعتدى على مدرب برشلونة أمام الجميع، واتهم الفيفا بتزوير نتائج استفتاء أفضل مدرب في العالم. ومهما يكن من أمر، فمورينيو يبقى ظاهرة في عالم كرة القدم، وسيجر معه مرة أخرى وسائل الإعلام إلى النادي الذي سينتقل إليه، فالرجل، قادر لوحده على خلق الحدث، وربما أن الريال قد يربح ألقاب عديدة بعد رحيله، إلا أنه لن يربح مرة أخرى، مدربا يصنع الفرجة في مدرجات البدلاء!