لَفَت المحترفون المغاربة خلال المركاتو الصيفي الجاري الانتباه أوروبيا حيث نجحت مجموعة من الأسماء في استمالة أندية محترمة تمارس داخل أبرز دوريات القارة العجوز، فيما عادت أخرى ممن طواها النسيان خلال السنة الماضية إلى الواجهة بقوة من خلال الانتقال إلى أندية جديدة فتحت لها آفاق واسعة للتألق أو عبر الإصرار على إعادة اكتشاف الذات، الشيء الذي من شأنه أن يرفع من قيمة اللاعب المغربي في السوق الأوروبية ويفيد أيضا المنتخب المغربي. لبيض، تاعرابت وكارسيلا إلى البرتغال فرصة من ذهب تلك التي منحتها الأندية البرتغالية للدوليين المغاربة، خاصة تاعرابت وكارسيلا، اللذان وجدا نفسيهما داخل نادي بنفيكا الذي تتوفر فيه كل ظروف التألق والإبداع، بغية العودة من جديد لأجواء النجومية من جهة واسترجاع كامل إمكانياتهما التي ستخول لهما العودة من جديد للدفاع عن ألوان القميص الوطني في قادم الاستحقاقات. الثنائي المغربي من شأنه أي يجد في الدوري البرتغالي ما افتقداه الموسم الماضي، إما رفقة كوينز بارك رينجرز الذي سقط إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، أو ستاندار دو لييج البلجيكي، الذي لا يمكن مقارنته بناد من حجم بنفيكا. من جانبه بات متوسط ميدان فيتيس آرنهايم الهولندي زكرياء لبيض أمام فرصة جديدة ليخطو خطوة نحو الأمام في مشواره الاحترافي بعد العودة لسبورتينغ لشبونة الذي أعاره قبل موسم ونصف إلى النادي الهولندي بعد مشاكل مالية بين الطرفين. غير أن مستقبل لبيض قد يعرف منعطفا جديدا هذه السنة، خصوصا بعد تألقه خلال الموسم المنصرم وتوقيعه على أهداف غاية في الروعة. تيغادويني، الجعدي وأمرابط بأرض الإسبان يبدو أن نجاح الفترة التي قضاها نور الدين أمرابط معارا من غلطة سراي التركي إلى ملقا الإسباني قد شجعت النادي الأندلسي والفرق الإسبانية على الاستعانة بخدمات لاعبين مغاربة آخرين، حيث وبالإضافة إلى شراء عقد أمرابط نهائيا، فقد تمكن ملقا من الحصول على خدمات عدنان تيغادويني، الجناح المغربي الطائر لنادي ناك بريدا الهولندي. ثنائية مرتقبة في خط هجوم النادي الأندلسي الموسم المقبل وفرصة كبيرة لتيغادويني الذي تدرج في مجموعة من الأندية الهولندية التي صقلت موهبته قبل أن يتحرك للبحث عن أرض جديدة للإبداع، الشيء الذي سيجعله أقرب إلى أعين الزاكي وإلى دعوة مستقبلية إلى أحضان المنتخب الأول. بدوره حط نبيل الجعدي الرحال ب"الليغا" الإسبانية لينضم لتشكيلة نادي غرناطة، حيث شرع في الإعداد للموسم المقبل رفقة الفريق الأول في انتظار الفرصة، علما أنه سيزاول الموسم المقبل رفقة الفريق الثاني لغرناطة قادما إليه على سبيل الإعارة من أودينيزي، الذي أعاره الموسم الفارط لنادي لاتينا بالدرجة الثانية الإيطالية. انطلاقة جديدة لبرادة وعوبادي بفرنسا أما بالدوري الفرنسي فيمكن أن يكون الموسم المقبل سنة العودة إلى الساحة بالنسبة لعبد العزيز برادة بعد معاناته الموسم الفارط من الإصابة التي حرمته من المشاركة في عدد كبير من المباريات، مما اضطره لفقدان مكانته التي كسبها خلال السنوات الماضية كأحد أعمدة الفريق الوطني. برادة الذي تعافى كليا من الإصابة خلال آخر دورات الموسم الماضي شرع في تدريبات قاسية خلال الأيام الأخيرة أملا في كسب ثقة الطاقم الفني لنادي مرسيليا، الذي يبحث عن ذاته منذ فترة داخل الدوري الفرنسي، علما أن الفترة القصيرة الذي قضاها بنادي الجزيرة الإماراتي عقب مغادرته خيتافي الإسباني كانت قد أثرت على مستواه. هذا وفتح نادي ليل، أحد أبرز الأندية بالدوري الفرنسي، المجال أمام منير عوبادي للعودة مرة أخرى إلى "الليغ1" ليجاور زميله بالمنتخب سفيان بوفال، الشيء الذي قد يطيل مقامة بالمنتخب المغربي حيث سيكون قريبا من أنظار الناخب الوطني بادو الزاكي، الذي يعتبره قطعة أساسية في مجموعة "أسود الأطلس". وإلى جانب الأسماء المغربية السالفة الذكر يبقى عدد من المحترفين المغاربة قريبين من الانتقال بدورهم إلى أندية جيدة بأوروبا مثل يوسف العربي، القريب من مغادرة غرناطة والمدافع زهير فضال، إلى جانب عمر القادوري الذي يعد للموسم المقبل رفقة نادي نابولي، في انتظار التقرير الأخير من الطاقم التقني الذي قد يبقي عليه داخل النادي أو يتم تسريحه لناد آخر بإيطاليا بعد موسمين رائعين قضاهما رفقة تورينو.