أربكت سلسلة الاستقالات من المكتب المسير للنادي القنيطري خلال الأيام القليلة الماضية الجو العام للنادي الذي كان يعول على التئام كل مكوناته من أجل تشجيع الفاعلين الاقتصاديين المحليين ورجال الأعمال من أبناء المنطقة على دعم الفريق، بغية البصم على موسم استثنائي عكس المشاكل الكبيرة التي وجدها النادي خلال المواسم الماضية. ورغم أن نور الدين الشيهب، الكاتب العام للنادي القنيطري، كان من بين الساهرين على وضع برنامج يرمي إلى تفادي أخطاء المواسم الماضية والبحث عن موارد مالية تساعده في ذلك إلا أن هذا الأخير، قد تقدم باستقالته إلى المكتب المسير، معلنا مغادرته للكاك بعد خلاف مع رئيس النادي محمد الحلوي. ونفى الشيهب في تصريح خص به "هسبورت" أن تكون مغادرته للنادي قد جاءت بفعل اختلاف الرؤية فيما يخص تسيير النادي، مؤكدا أن التصرفات التي بدرت من رئيس الفريق وردة فعله التي وصفها ب"السيئة" بعد أن مثل النادي في الجمع العام التأسيسي للعصبة هي من كانت وراء مغادرته، مردفا: "تم تعييني من طرف المكتب المسير لتمثيل النادي في الجمع الخاص بتأسيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، وتدخلاتي في هذا الجمع كانت خدمة للكرة الوطنية. لكن أن تتم معاملتي بطريقة سيئة من طرف الحلوي مباشرة بعد ذلك فهذا شيء لا أسمح به". وكان محمد المديوني، نائب الرئيس ورئيس اللجنة التقنية، قد قدم بدروه استقالته من النادي قبل أيام، كما تم تداول إمكانية استقالة أعضاء آخرين من المكتب، الشيء الذي بعث نوعا من القلق عند الجمهور القنيطري. وأكد الشيهب المستقيل من منصبه بالنادي أنه عمل منذ فترة على مجموعة من "الحلول" التي من شأنها إخراج الفريق من الوضعية الصعبة التي عاشها طيلة المواسم الماضية، معتبرا أن الموارد المالية هي التي تتحكم في المستوى التي تقدمه الأندية الوطنية خلال مباريات الدوري المغربي، "وهو الشيء الذي دفعنا إلى محاولة تدعيم هذا الجانب من خلال البحث عن مدعمين"، مضيفا في الآن ذاته "أن التحركات قد انطلقت في هذا الصدد من خلال تنظيم لقاءات مع الفاعلين الاقتصاديين بالمنطقة بتنسيق مع والي جهة الغرب شراردة بني احسن في أفق إقناعهم بدعم النادي، إضافة إلى محاولة الرفع من الدعم المقدم من قبل الجماعات المحلية". وأشار المتحدث نفسه إلى أن النادي وبالإضافة إلى بحثه عن موارد قارة، فإنه جدد الثقة في الطاقم التقني للفريق بقيادة المدرب سمير يعيش، الذي نجح في الإبقاء على النادي ضمن أندية الصفوة بعد تسلمه مقاليد التدريب قبل دورات قليلة على نهاية الدوري، مضيفا أن المكتب الحالي سيعمل على توفير الظروف اللازمة أمامه من أجل بناء فريق قوي ومتجانس. ورغم تطمينات المكتب المسير للنادي حول مستقبل الفريق غير أن شريحة كبيرة من جمهور "حلالة" أبدت تشاؤما من المرحلة المقبلة، خصوصا بعد مغادرة مجموعة من اللاعبين المميزين من أبناء النادي إلى أندية أخرى دون التمكن من تمديد عقودهم، وعدم التحرك لإبرام صفقات في المستوى توازي طموح الجمهور القنيطري.