لم تبق إلاْ ساعات، وتنطلق بطولة كأس أمم إفريقيا في نسختها الثلاثون، هذه المنافسة الكروية التي أثير من حولها لغط كبير، بعد أن "تخلص" منها المغرب خوفا من أن تجلب معها خطر فيروس "إيبولا" عبر أقدام الوفود المشاركة، والمنتمين إلى غرب القارة السمراء. المغرب عندما طلب من الكونفدرالية الإفريقية قبل شهر ونصف تأجيل ال"كان" كانت حجته الوحيدة هي رعبه من الخطر الصحي الذي قد يهدد مواطني المملكة في حال تسرب الفيروس وصعب عليهم لجمه، فكان تشبت البلد المنظم بمقترحه يواجهه تمسك ال"كاف" بإقامة المنافسة في موعدها، ما جعل عملية شد الحبل ينتج عنها تمزق للتعاقد المبرم بين الطرفين، لتجمع الكونفدرالية الإفريقية بطولتها و"تتسول" بها باقي دول القارة بحثا عن موطن جديد للعرس الكروي. القائمون على الرياضة في المغرب، ورغم توجيه استفسارات لهم بخصوص الدوافع الحقيقية التي جعلتهم يستغنون عن بطولة كروية مثل ال CAN أمضت الدولة سنوات وهي تستعد لها، لكن الجهات المسؤولة عن الرياضة بالمملكة أكدت في أزيد من مناسبة بأن السبب الرئيسي والوحيد، هو الخوف من إنتشار فيروس "إيبولا"، ولا شيء آخر لأن مثل هذه التجمعات البشرية يصعب ضبطها والتحكم بها ومراقبتها ما يجعل إحتمالات تسرب الوباء واردة. الكأس "المشؤوم" نقلت أطواره إلى غينيا الإستوائية التي لم تجد أي مانع في احتضان منافسة كروية من هذا النوع رغم المشاكل الكثيرة التي يعاني منها هذا البلد المتواجد على الخريطة بالقرب من أماكن انتشار "إيبولا"، كما أنه يشكو الانفلات الأمني وانعدام المواصلات والبنى التحتية، لتُطبق هذه الدولة الصغيرة باستقبالها لل"الكان" المثل القائل "كلما زاد فقرهم زاد كرمهم". غينيا الإستوائية، ورغم إمكانياتها المحدودة تسلحت لفيروس "إيبول"ا بشتى الوسائل المتطورة واستعانت بخبراء من فرنسا وألمانيا وأطباء من إسرائيل للإشراف الصحي على كل المشاركين بكأس أمم إفريقيا، كما أنها طوقت حدودها بفرق مسلحة من زيمبابوي لفرض الأمن داخل موطنها طيلة فترة ال"كان" وستحاول بإمكانيتها المتواضعة أن تخلق عرسا كرويا في ظرف زمني وجيز، ليكون نجاح هذا البلد للتظاهرة الرياضية، بمثابة موقف محرج آخر للمغرب الذي يكون مضطرا في ذلك الوقت لتقديم مبررات أقوى دفعته للإستغناء عن تنظيم أمجد وأهم الكؤوس في إفريقيا.