لم يتبق على انطلاق كأس أمم إفريقيا في نسخته الثلاثون سوى أيام معدودة، لتدخل الجهات المنظمة سباقها الأخير نحو وضع اللمسات الأخيرة على هذه البطولة القارية التي طالها الشؤم، والتصق بتنظيمها وباء إيبولا الذي دفع المغرب للتملص من استقبال ال"كان" لدوافع صحية بالأساس. الهاجس الذي كان وراء رفض المملكة المغربية لكأس أمم إفريقيا، يعد ذاته الهم الأكبر الذي يرافق الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والقائمين على الرياضة بغينيا الاستوائية، حيث تبذل حاليا جهود جبارة لمحاولة منع زحف "إيبولا" وكف بلاء هذا الفيروس الفتاك عن العرس الكروي. وضمن المساعي في فرض التأمين الصحي للوفود المشاركة، تلقت المنتخبات المتأهلة لل "كان" دعوة بضرورة النزول في العاصمة مالابو، قصد المرور أمام الجهاز الكاشف عن الفيروس، للتأكد من عدم إصابة أي عنصر من الوافدين، ولبسط جو من الاطمئنان وإزالة الشك الذي يحوم في رؤوس الجميع، حول خطر صحي يهدد تواجد ضيوف غينيا الاستوائية. وفرضت الجهات المنظمة على كل المنتخبات المرور من هذه الخطوة الضرورية بدون استثناء، حيث سيمر من أمام جهاز الكشف عن إيبولا كل من الجزائر وتونس والسنغال وجنوب إفريقيا إضافة إلى بعض الدول البعيدة عن رقعة تواجد الفيروس، وذلك لعدم تحسيس بلدان غرب إفريقيا بالتمييز، وفرض الوقاية على الجميع. ولتحقيق هذا الهدف طالبت الكونفدرالية الإفريقية الوفود المشاركة بالحضور قبل ثلاثة أيام من انطلاق البطولة، وبقائهم في العاصمة للخضوع للكشوفات المذكورة، قبل التوجه إلى كل من مونغومو، وباتا، وإبيبيين التي ستشهد مباريات ال " كان".