احتفل آلاف الألبان، ومعظمهم شباب، حتى فجر اليوم في شوارع تيرانا وفي مدن أخرى بالبلاد بما اعتبروه فوزا على صربيا بثلاثة أهداف نظيفة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016"، رغم إيقاف الحكم للمباراة بسبب أحداث شغب. وحضر العديد من المواطنين في المساء إلى مطار "الام تيريزا" بتيرانا لاستقبال لاعبيهم كأبطال وطنيين. يشار إلى أن ألبانيا تطمح أن يحتسب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) أن منتخبه الوطني هو الفائز في لقاء أمس على صربيا، على غرام ما حدث في أكتوبر من عام 2010 عندما حدثت أعمال شغب في لقاء صربيا وإيطاليا وتم اعتبار المنتخب الإيطالي الفائز بالمباراة بنتيجة 3-0. وكان الحكم الإنجليزي مارتن اكتينسون قد أوقف المباراة في الدقيقة 41 بعد محاولة بعض المشجعين الصرب للنزول إلى أرض الملعب عقب تحليق طائرة صغيرة بدون طيار تم التحكم فيها عن بعد، فوق سماء الملعب وكان فوقها علم مكتوب عليه "ألبانيا العظمى"، وهو مفهوم يتعلق بالوحدة ويتضمن: صربيا ومقدونيا واليونان ومونتنيجرو، مما أثار غضب الجماهير الصربية. وصرح ل(إفي) المشجع الألباني استريت كوشي وهو يرتدي زيا بألوان العلم الوطني: "لا يهمنا التأهل من عدمه. يكفينا الفوز على صربيا". وكتبت صحيفة (شكيب) في افتتاحيتها الأربعاء "صربيا وألبانيا.. معركة بسبب العلم. الرموز الألبانية تنزل من السماء وتثير جنون المشجعين". بينما كان عنوان صحيفة (جازيتا شكيبتاري): "بلجراد الأحمر والأسود (في إشارة إلى لون العلم الألباني). علم في السماء.. عنف في الملعب". وأضافت: "صربيا التي حظرت وجود المشجعين الألبان في الملعب، كانت غير قادرة على السيطرة على الألتراس لديها الذين دخلوا الملعب ومارسوا العنف ضد اللاعبين الألبان". وذكرت مصادر من الاتحاد الألباني لكرة القدم أن أربعة لاعبين ألبان أصيبوا في أحداث أمس. وذكر الحارس إتريت بريشا للصحافة الألبانية أن "الملعب كان بمثابة ساحة معركة. التوتر بدأ منذ الدقائق الأولى من المباراة عندما بدأ المشجعون في إلقاء أشياء ثقيلة وألعاب نارية على أرضية الملعب، وظهر بعد ذلك العلم وأثار عنف الألتراس الذين دخلوا الملعب". من جانبه، اعتبر المدرب الإيطالي للمنتخب الألباني جياني دي بياسي، الوضع "مأساويا" كما وصفه بأنه و"الأكثر قبحا" الذي شاهده في تاريخه سواء كلاعب سابق أو كمدرب. وأعرب رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما في تغريدة له عن "فخره" بمنتخب ألبانيا، معتبرا المباراة بمثابة "مظهر قبيح" لصربيا. وقعت مواجهات أمس قبل أسبوع على توجه إيدي راما إلى صربيا، والتي ستصبح في حال إجرائها، أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء ألباني إلى صربيا خلال 70 عاما. وتساءل بعض المحللين اليوم إذا كان راما سيبقي على خطته لزيارة صربيا رغم أحداث أمس.