بنية مميزة، وأداء أنيق، وسرعة في اتخاذ القرارات، وحضور لا يخلو من فنيات غالباً ما تكون في محلها.. صفات إذا اجتمعت في لاعب يشغل وسط الميدان بمراكزه الهجومية والدفاعية حسب ظروف المباراة، تكون بذلك قد اطمأننت على هذا المركز الحساس الماسك بزمام أموره لاعب يقتات من "كاريزمته" باقي الزملاء فوق المستطيل الأخضر. هذه الصفات اجتمعت في أيوب بوعلام بشهادة متتبععيه من التقنيين، التقط حمى كرة القدم في شوارع مدينة الدارالبيضاء، حيث مسقط رأسه في 28 يونيو 1998، هناك اعتاد على مداعبة الكرة مع أقرانه حتى سن التاسعة، حين قررت أسرة بوعلام الهجرة نحو إسبانيا، وبالضبط إلى مدينة برشلونة، للحاق بإبنهم عبد اللطيف الذي كان قد استقر هناك بعد نجاحه في إيجاد عمل قار، حينها ظن أيوب أن قصته مع المستديرة انتهت بتوديعه لأبناء حومته، إلا أنه وبمجرد وصوله لبرشلونة، استقبله أخوه عبد اللطيف بثقة كبيرة في موهبته، ليسجله بمركز "إف.سي.برشلونة إسكولا" الذي ينتج المواهب ل"لا ماسيا". قضى هناك أسابيع فقط قبل أن يلاحظ مدير المركز بأن موهبته تفوق بكثير مستوى "إسكولا" ليستدعي المشرف على الفئات السنية للنادي الكاتالوني لمعاينة طريقة لعبه قبل أن يقرر إلحاقه بفئة U10 لأكاديمية برشلونة، "لا ماسيا"، حيث بدأ يكتسب ما بعد أبجديات الممارسة، غير أن مهاراته حيرت المسؤولين هناك الذين ما إن يضعوا أيوب في فئة إلا وأبان أن مستواه يفوقها بكثير، ليصل الموسم الحالي لفئة شباب نادي برشلونة "أ". مهارات أيوب بوعلام وسلاسة اختراقاته لدفاعات المنافسين، أنجحت مراوغته لنداء الوطن، عندما اعتذر صيف العام الماضي عن تلبية دعوة مدرب المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة آنذاك، عبد الله الإدريسي، للمشاركة في معسكر إعدادي رفقة العناصر الوطنية، بذريعة مشاركته مع شباب برشلونة في دوري ودي بالمكسيك حينها. الإدريسي: بوعلام أعلن ولاءه للبارصا قبل المنتخب لم ينف عبد الله الإدريسي، مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، تتبعه المستمر لمسار اللاعب المغربي أيوب بوعلام، رغم أنه لم يُلَبِّ دعوته العام الماضي عندما كان مشرفاً على المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة. وقال عبد الله الإدريسي، في تصريح ل"هسبريس الرياضية" إنه يتوفر على معلومات كثيرة حول طريقة لعب بوعلام بحكم متابعته له في مختلف الفئات العمرية لنادي برشلونة، قبل أن يعلن ولاءه للفريق الكاتالوني مفضلاً دورةً حبية مع فريقه على تلبية نداء الوطن. وألمح المتحدث نفسه إلى أنه لم يعد متحمساً لدعوة اللاعب من جديد، قائلاً "بوعلام ليس منتوجاً مغربياً ولن يكون ملاماً على أي قرار قد يتخذه بهذا الخصوص، على أي، الكرة الآن عند جريندو لأن سن اللاعب يجعله ضمن الفئة التي يشرف عليها، وأعتقد أنني قمت بواجبي باستدعائه عندما كنت مشرفاً على منتخب أقل من 17". جريندو: علينا الاهتمام بالقاعدة عوض اللهث وراء ما ليس لنا برر عبد اللطيف جريندو، مدرب المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، عدم دعوته للاعب أيوب بوعلام خلال الدور الثاني من إقصائيات كأس أمم إفريقيا للفتيان، بعدم رغبته في المغامرة بجلب أسماء جديدة لم يعاين طريقة لعبها عن كثب وإقحامها فجأةً في دور إقصائي مع المنتخب المغربي. وأشار جريندو إلى أن الفترة الزمنية التي استلم فيها مهمة تدريب المنتخب المغربي، والمدة القصيرة التي كانت أمامه من أجل التحضير لخوض مباراة الذهاب والإياب أمام المنتخب الغيني، لم تكن تسمح له بالمخاطرة بدعوة لاعبين جدد، رغم أن بوعلام كان ضمن مفكرته إلى جانب مجموعة من الأسماء التي لم تحمل من قبل قميص المنتخب، ليقرر الإعتماد على اللاعبين الذين استأنسوا في وقت سابق بأجواء الأشبال، للخروج من التصفيات بأقل الأضرار. ودعا المتحدث نفسه الأطر المشرفة على الفئات الصغرى للأندية الوطنية إلى الإهتمام بالقاعدة وتطوير طريقة العمل، حتى يشكلوا مصنعاً للمواهب يكون رهن إشارة المنتخبات الوطنية، عوض اللهث وراء لاعبين تلقوا تكوينهم الكامل بأوروبا، مؤكداً "غالباً ما تختلف المعايير عندما يتعلق الأمر بالمنافسة في إفريقيا، لذلك يفشل أغلب اللاعبين المتألقين مع أندتهيم بأوروبا في خلق الفارق بقميص المنتخب".