يخوض الهولندي رونالد كومان تحديا جديدا في مسيرته التدريبية مع فريقه السابق برشلونة الإسباني وهو يضع نصب عينيه المهمة الأكبر وهي جمع شتات الفريق الذي تبعثرت أوراقه بعد السقوط التاريخي على يد بايرن ميونخ الألماني في ربع نهائي دوري الأبطال بنتيجة (8-2). فبطل موقعة ويمبلي يعود من جديد لبيته القديم من أجل إعادة ترتيبه من الداخل، حيث ينص عقده على أنه سيكون لديه ما لا يقل عن عامين لانتشاله من حالة التدهور على جميع المستويات، وبشكل خاص في الجانب الرياضي، على الرغم من أنه مع الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل، فإن مستقبله أبعد ما يكون عن المضمون بعد الموسم المقبل. وما يزيد من صعوبة المشهد داخل أروقة النادي الكتالوني، هو حالة عدم الاستقرار نتيجة الصراع المشتعل على خلافة جوسيب ماريا بارتوميو على كرسي الرئاسة، والتي إما أن تهدم كل ما هو محيط بفريق كرة القدم، أو تحافظ على ما تبقى منه. ولكن على الأقل في الوقت الحالي، استطاع بارتوميو الإفلات بنقطة المباراة الأولى في صراعه الثنائي مع ميسي، وسيكمل صاحب القميص رقم "10" العام المتبقي في عقده، وهو أمر بدا غير وارد عندما طلب النجم الأرجنتيني من ناديه إطلاق سراحه للتوقيع لفريق آخر. وأبدى "ليو"، حتى وإن كان على مضض، استعداده للقيام بخدمة واحدة أخيرة لبرشلونة بقيادة الفريق لموسم آخر، ربما بدون صديقه داخل وخارج المستطيل الأخضر، المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز، الذي وضعه النادي على قائمة الانتقالات مع كل من التشيلي أرتورو فيدال، والفرنسي وصامويل أومتيتي، والكرواتي إيفان راكيتيتش، الذي رحل بالفعل عن الفريق عائدا من جديد إلى إشبيلية. وفيما يتعلق بسواريز، فتشير تقارير عديدة إلى وجود مفاوضات متقدمة بينه وبين يوفنتوس الإيطالي، بينما يرتبط فيدال بالعودة مجددة إلى إيطاليا ولكن هذه المرة عبر بوابة إنتر ميلانو ليلعب مجددا تم إمرة مدربه الأسبق في "البيانكونيري"، أنطونيو كونتي. أما بخصوص أومتيتي، فيبدو السيناريو أصعب، لاسيما مع التراجع الكبير في مستواه مقارنة بسنوات سابقة وتحديدا منذ بداية لعنة الإصابات في ملاحقته وتحديدا ركبته اليسرى على مدار أكثر من عامين، وهو ما دفع إدارة النادي للتفكير في بيعه لأي ناد يقبل المخاطرة ويحصل على خدماته. ولا يتعلق الأمر بهذا الرباعي فقط، بل هناك أسماء عديدة أمثال موسى واجيه وجون كلير توديبو ورافينيا ألكانتارا وأورويول بوسكيتس وكارليس ألينيا وفيليبي كوتينيو، والذين عادوا من إصاباتهم المختلفة، وستطرق غالبيتهم أبواب الرحيل من جديد. إلا أن ما يبعث بالأمل في نفوس جماهير البلاوغرانا، هو المواهب الواعدة في صفوف الفريق والتي سيفسح لها كومان المجال لتثبيت أقدامها وسط أصحاب الخبرة، أمثال المدافه رونالد أراوخو ولاعب الوسط ريكي بويغ والمهاجم الواعد أنسو فاتي. كما سيكون تحت تصرف المدرب الهولندي أيضا موهبتان شابتان تتمتعان بموسمهما الأول كبلاوغرانا وهما: لاعب الوسط بيدرو غونزاليس "بيدري" (لاس بالماس)، والمهاجم البرتغالي فرانسيسكو ترينكاو (سبورتينغ براغا)، بالإضافة لعنصر الخبرة المتمثل البوسني ميراليم بيانيتش (يوفنتوس). ولا يزال كومان يفتقد بعض التعزيزات الأخرى، على سبيل المثال، مركز الظهير الأيمن، وقبل كل شيء، مهاجم صريح رقم '9' ليحل محل سواريز، وهو ما فد يجد كومان ضالته في مواطنه ممفيس ديباي (قائد أولمبيك ليون الفرنسي)، بينما الإسم الآخر في القائمة هو الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز (إنتر ميلانو). ومع عودة الجناح الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي بعد تماثله للشفاء من إصابته بتمزق في عضلة الفخذ الأيمن التي أبعدته عن الملاعب ستة أشهر، سيكون أمام كومان أوراق كثيرة ومتنوعة للاختيار من بينها، وهو ما لم يتسن للمدربين السابقين إرنستو فالفيردي وكيكي سيتيين.