بعد 28 سنة على آخر لقب عالمي يدخل المنتخب الأرجنتيني رفقة الساحر ليونيل ميسي نهائيات كأس العالم لكرة القدم البرازيل ( 2014) وكله أمل في تحقيق اللقب العالمي الثالث له بعد لقبي 1978 و1986. ويتوفر منتخب الأرجنتين، بالإضافة إلى ليونيل ميسي صاحب 38 هدفا في 86 مباراة متخطيا رقم الأسطورة دييغو مارادونا، على ثلاثي هجومي قوي. ويتعلق الأمر بكل من غونزالو هيغواين، الذي سجل 20 هدفا في 36 مباراة، وسيرخيو اغويرو (21 في 51)، وانخل دي ماريا (9 في 47). ويتمثل القاسم المشترك بين هؤلاء الأربعة في بلوغهم السادسة والعشرين من العمر، ويعرفون بعضهم البعض جيدا كما يوجد تفاهم كبير بينهم، إذ سبق أن لعبوا في صفوف منتخبات الفئات العمرية. واحتاج سابيلا الذي استلم منصبه في شتنبر عام 2011 إلى بعض الوقت لإيجاد التركيبة المثلى لمنتخب "البي سيليستي"، وتردد كثيرا قبل منح الرباعي فرصة اللعب في التشكيلة الاساسية معا حيث قرر الاعتماد عليهم لتقوية خط هجومه . وقال سابيلا "اليوم يلعب فريقي بثلاثة مهاجمين (ميسي واغويورو وهيغواين) يمتازون بمستوى رائع، وهناك أيضا دي ماريا الذي يحذو حذوهم. من الصعب عدم اشراك أحد هؤلاء اساسيا"، مصيفا "أما الخيار الاخر فهو في حال إصابة احد المهاجمين، يستطيع دي ماريا الحلول بدلا منه في خط المقدمة" ، وعندما يغيب أحد أضلاع هذا الرباعي، يوجد مهاجم انترميلان رودريغو بالاسيو او مهاجم باريس سان جرمان ايزيكييل لافيتزي وكلاهما حل بديلا لاغويرو وهيغواين في المباراة الاستعدادية الاخيرة ضد ترينيداد وتوباغو حيث غاب اغويرو وهيغواين بداعي المرض. ونظار لامتلاكه قوة هجومية ضاربة، قرر سابيلا استبعاد مهاجم يوفنتوس المتألق كارلوس تيفيز الذي يتمتع بشعبية هائلة في الارجنتين وذلك لأنه لا ينسجم كثيرا مع ميسي. وإذا كان ميسي عاش موسما صعبا، فإن هيغواين تألق بشكل لافت في الدوري الايطالي في صفوف نابولي، وقاد اغويرو فريقه إلى لقب الدوري المحلي، في حين بلغ دي ماريا الذروة مع ريال مدريد بإحرازه دوري أبطال أوروبا واختير أفضل لاعب في المباراة النهائية ضد اتلتيكو مدريد (4-1). وأكدت التجربة أن الهجوم القوي لا يعني إحراز اللقب خصوصا في البطولات الكبرى، وقد عاشت الارجنتين كابوسا حقيقيا في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما ضمت خط هجوم ضارب مؤلفا من غابريال باتيستوتا وهرنان كريسبو وكلاوديو لوبيز مدعومين بصانعي الالعاب الفذين سيباستيان فيرون وارييل اورتيغا، لكن كل ذلك لم يشفع لها وخرجت من الدور الاول من الباب الضيق وهي التي كانت مرشحة لإحراز اللقب بقوة . وإذا أراد سابيلا احراز اللقب وتسجيل اسمه ضمن لائحة مدربي الارجنتين السابقين الشهيرين سيزار لويس مينوتي بطل العالم 1978 وكارلوس بيلاردو بطل العالم عام 1986 ووصيف نسخة 1990 ، فيتعين عليه تعزيز خط الوسط وتمتين خط الدفاع .