مع رحيل الكرواتي نيكو كوفاتش عن تدريب بايرن ميونخ الألماني، بدأ النادي البافاري مجددا رحلة البحث عن المدير الفني الجديد لتولي المسؤولية خلال الفترة المقبلة. وأقال بايرن مدربه الكرواتي مساء أمس الأحد، بعد أكثر قليلا من عام على توليه المسؤولية ليعيد بهذا إلى الأذهان ذكريات الإطاحة بالمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي قبل عامين بطريقة مشابهة. وتجلى المستوى المتراجع لبايرن في الآونة الأخيرة من خلال المباراة التي خسرها الفريق أمام إنتراخت فرانكفورت 1 / 5 أول أمس السبت، في الدوري الألماني (بوندسليغا) وهي الهزيمة التي كلفت كوفاتش منصبه مع الفريق رغم قيادته بايرن إلى ثنائية الدوري والكأس في الموسم الماضي. وعندما يصل الأمر لمرحلة إيجاد المدرب البديل، يكون بايرن نموذجا للتماسك والاتساق. ويتشابه رحيل كوفاتش في هذا التوقيت مع رحيل أنشيلوتي عن تدريب الفريق في خريف عام 2017 حيث أقيل في أواخر شتنبر 2017 بعد الهزيمة صفر / 3 أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في دوري الأبطال الأوروبي. وعلى غرار كوفاتش، لم يستمر أنشيلوتي كثيرا في تدريب بايرن إذ تعاقد معه في يوليوز 2016 وفاز معه بلقب البوندسليغا في أول موسم له مع الفريق. كما تشابهت بيانات النادي بعد فسخ التعاقد مع كوفاتش أمس بنظيرتها بعد الإطاحة بأنشيلوتي في 2017. وقال حسن صالح حميديتش، المدير الرياضي لبايرن، في تصريحات على موقع النادي بالأنترنت: "ننتظر الآن تطورا إيجابيا من لاعبينا" وهو نفس التصريح الذي أدلى به كارل هاينز رومينيغه، الرئيس التنفيذي للنادي، عقب إقالة أنشيلوتي في 2017. وكان أنشيلوتي في حاجة إلى التعامل مع سخط اللاعبين البارزين الجالسين على مقاعد البدلاء وهي المشكلة التي واجهت كوفاتش أيضا. وأشارت وسائل الإعلام الألمانية أيضا إلى أن كوفاتش لم يحظ بدعم وتأييد كامل من لاعبي الفريق. ولم يسبق لإدارة بايرن أن شعرت بالرهبة من التعامل مع مثل هذه الحالات حيث ضمت قائمة المدربين الذين أطاح بهم النادي البافاري قبل انتهاء عقودهم أسماء كبيرة منها أوتو ريهاغل وأوتمار هيتزفيلد وفيليز ماجات ويورغن كلينسمان ويوب هاينكس. وكان الإسباني جوسيب غوارديولا، الذي يتولى تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي حاليا، من بين عدد قليل للغاية من المدربين رفضوا تجديد عقدهم مع الفريق ورحلوا عن بايرن برغبتهم هم وليس لرغبة النادي. وربما تكون إدارة نادي بايرن تعلمت الدرس مما حدث في 2009 عندما خسر الفريق أمام فولفسبورغ 1 / 5 حيث أبقى النادي على المدرب كلينسمان لخمس مباريات أخرى قبل أن يضطر في النهاية لفسخ عقده. وعلقت صحيفة "بيلد" الألمانية: "منح كوفاتش فرصة أخرى كان سيصبح شيئا كريما... ولكن إذا نظرتم إلى كم المباريات الضعيفة التي قدمها الفريق في عهد كوفاتش رغم الفوز بالثنائية، ستجدون أن استمراره لم يكن ليصبح أمرا جيدا". والآن، أصبح السؤال هو: من سيشغل مكان كوفاتش في تدريب بايرن؟ وأسند النادي مهمة الإشراف المؤقت على الفريق إلى المدرب المساعد هانزي فليك حيث يقود الفريق في مباراتيه أمام أولمبياكوس اليوناني بعد غد الأربعاء في دوري أبطال أوروبا ثم أمام بوروسيا دورتموند يوم السبت المقبل بالدوري الألماني (بوندسليغا). وبعد الإطاحة بأنشيلوتي، لجأ أولي هونيس، رئيس نادي بايرن، إلى صديقه القديم وزميله السابق في الملعب يوب هاينكس لتولي المهمة مثلما كان الحال أيضا بعد رحيل كلينسمان عن الفريق في 2009. وكان بايرن أقال هاينكس نفسه في 1991 بعد فوزه بلقب البوندسليغا مع الفريق في 1989و1990 وهو القرار الذي وصفه هونيس بأنه "أكبر أخطائي" حيث كان مديرا عاما للنادي في ذلك الوقت. وأعلن هاينكس /74 عاما/ أنه اعتزل التدريب نهائيا بعد نهاية مسيرته مع بايرن في نهاية موسم 2017 / 2018. ومع هذا القرار من هاينكس، يبدو الباب مفتوحا أمام العديد من المدربين لخلافة كوفاتش في تدريب الفريق رغم استبعاد أسماء مثل يورغن كلوب، المدير الفني الحالي لليفربول الإنجليزي، وتوماس توشيل، المدير الفني لباريس سان جيرمان، ويواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني حيث يرتبط كل منهم بعقد ممتد مع فريقه. ومن بين المرشحين لخلافة كوفاتش يبرز كل من إيريك تن هاغ، المدير الفني لأياكس الهولندي ورالف رانجنيك، المدير الرياضي لفريق ريد بول النمساوي، وماسيميليانو أليغري، المدير الفني السابق ليوفنتوس الإيطالي، والبرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق لكل من بورتو البرتغالي وأنتر ميلان الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي، وريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي. كما يبرز بين المرشحين كل من لاعبي بايرن السابقين الإسباني تشابي ألونسو والهولندي مارك فان بوميل وميروسلاف كلوزه الذي يتولى التدريب حاليا بقطاع الناشئين بالنادي إضافة إلى الفرنسي آرسين فينغر، المدير الفني السابق لأرسنال الإنجليزي، والأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، المدير الفني لتوتنهام الإنجليزي. ويرجح أن يمنح بايرن لنفسه بعض الوقت لإيجاد خليفة كوفاتش حيث تتوقف مسابقة البوندسليغا بعد مباراة دورتموند بسبب روزنامة المباريات الدولية. وتشير بعض التقارير إلى أن النادي قد يمنح الفرصة إلى فليك للاستمرار في مهمته المؤقتة حتى فترة العطلة الشتوية.