وصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء إلى الرباط للمشاركة في اجتماع وزاري ثنائي رفيع المستوى تكريساً "للشراكة الاستراتجية" بين المغرب وإسبانيا، بعدما طوى البلدان صفحة أزمة دبلوماسية حادة بسبب قضية الصحراء. وجاء سانشيز على رأس وفد حكومي يضم عددا من الوزراء الذين سيلتقون الخميس نظرائهم المغاربة في الاجتماع الرفيع المستوى الذي لم يلتئم منذ ثمانية أعوام. وأشاد الملك محمد السادس، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسباني قبيل وصوله الرباط، "بالمرحلة الجديدة للشراكة الثنائية" بين الجارين، وفق ما أفاد بيان للديوان الملكي. كما دعا العاهل المغربي رئيس الحكومة الإسبانية لزيارة المملكة مجدداً "في زيارة رسمية في أقرب الآجال"، من أجل "تعزيز العلاقات الثنائية (...) بمشاريع فعلية في مختلف المجالات". ويكرس الاجتماع الرفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية المصالحة التي توصّلتا إليها في مارس الماضي، حين أعلن سانشيز تأييد اسبانيا مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلا وحيدا للنزاع في الصحراء الغربية. كما يأتي هذا التقارب بين البلدين في سياق توتر العلاقات بين الرباطوباريس، الشريك التاريخي الآخر للمغرب. وتتّهم الطبقة السياسية والإعلام المحلي باريس بالوقوف وراء توصية تبناها البرلمان الأوروبي مؤخرا حول حرية الصحافة في المغرب، وادعاءات برشوة برلمانيين أوروبيين. ويُتوقّع أن يتم التوقيع الخميس على عشرين اتفاقية لتسهيل الاسثتمارات الاسبانية في المغرب، وعقد شراكات في ميادين التعليم والثقافة، وفق ما أفادت مصادر حكومية اسبانية. كما سيتم التطرق خلال هذه القمة إلى التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية. ويعدّ الملف الأخير استراتيجيا في علاقات البلدين، إذ تراجع تدفق المهاجرين غير النظاميين على إسبانيا بنسبة 25 بالمئة في العام 2022، وفق أرقام رسمية اسبانية، بفضل استئناف التعاون الأمني بين البلدين في هذا المجال. لكنّ هذا التعاون شابه حادث مقتل 23 مهاجرا غير نظامي في 24 يونيو عند محاولتهم اقتحام معبر حدودي باتجاه جيب مليلية الإسباني شمال المملكة، ما جرّ على الحكومتين انتقادات منظمات حقوقية. وتعد الرباط أيضا حليفا لمدريد في مكافحة الإرهاب، وسيكون هذا الموضوع حاضرا أيضا ضمن جدول أعمال القمة. وكانت اسبانيا شهدت الأسبوع الماضي هجوماً جهادياً بساطور استهدف كنيستين في الجزيرة الخضراء أودى بحياة راهب. والمتّهم الذي أوقف إثر الهجوم مهاجر غير نظامي مغربي يبلغ من العمر 25 عاماً.