تعرض البارح السبت فيلم "الثلج والدب" لمخرجته التركية سيلسين إيرغون، في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي تنظم إلى غاية 19 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويحكي الفيلم قصة شابة في مقتبل العمر تم تعيينها حديثا ممرضة في بلدة صغيرة يجتاحها فصل شتاء قاس ويبدو بلا نهاية، جعلها معزولة بالكامل عن العالم، وتجد نفسها في صراع من أجل فرض نفسها في مجتمع تسوده سلطة الرجال. وفي هذا الجو الشتائي اللامتناهي، يتم اكتشاف الجوانب الأكثر تعقيدا من الطبيعة البشرية، من خلال الاختفاء المفاجئ لأحد رجال البلدة وانتشار شائعات مفادها أن الدببة خرجت مبكرا من سباتها. وعلى الرغم من أن الدب هو «بطل» الرواية باعتباره عدوا مفترضا، فإن الخوف المتنامي من ظهوره كان أكبر من العدو نفسه. وفي كلمتها بالمناسبة، أبرزت مخرجة الفيلم وكاتبة السيناريو الخاص به، أن هذا العمل مميز بالنسبة لها، لأنه من «القصص المؤثرة» التي تخرج من نسق الأفلام التي لها نهاية سعيدة. وأضافت أن إعداد هذا العمل السينمائي تأثر بشكل كبير بالجائحة الصحية لكوفيد-19، حيث «لم تكن متيقنين وقتها من أننا سنتمكن من إنهاء الفيلم وإخراجه إلى الجمهور». ولم تخف إيرغون سعادتها بانتقاء «الثلج والدب»، الذي يعد أول فيلم روائي طويل لها، ضمن لائحة الأفلام المتنافسة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في أول نسخة بعد سنتين من التوقف من جراء الجائحة الصحية. يشار إلى أن سيلسين إرغون درست التصميم الصناعي والثقافة البصرية في جامعة الشرق الأوسط التقنية. وحصلت على درجة الماستر في الإخراج وكتابة السيناريو من جامعة إسطنبول بيلجي. وشاركت في ملتقى المواهب وورشة الفنانين Nipkow Medienboard بمهرجان برلين. وتم عرض فيلميها القصيران مواجهات (2008)، و«يوم مشمس» (2012)، في مهرجانات دولية مختلفة ونالا العديد من الجوائز. يذكر أنه التزاما بالتوجه الذي اختاره المهرجان، تشارك في المسابقة الرسمية أفلام طويلة تعد الأولى أو الثانية لمخرجيها، بحيث تستهدف الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية والترويج لها. وتتنافس في مسابقة هذه الدورة 14 فيلما من ضمنها عشرة أفلام هي الأولى لمخرجيها، وستة منها من إبداع مخرجات سينمائيات. وتتمثل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، إلى جانب «الثلج والدب»، كل من «الروح الحية» لكريستيل ألفيس ميرا (البرتغال)، و«أشكال» ليوسف الشابي (تونس)، و«أستراخان» لدافيد دوبيسيفيل (فرنسا)، و«سيرة ذاتية» لمقبول مبارك (إندونيسيا)، و«أزرق القفطان» لمريم التوزاني (المغرب)، و«أغنية بعيدة» لكلاريسا كامبولينا (البرازيل). كما يتعلق الأمر بأفلام «بترول» لألينا لودكينا (أستراليا)، و«حذاء أحمر» لكارلوس كايزر إيشلمان (المكسيك)، و«رايسبوي ينام» لأنتوني شيم (كندا)، و«أمينة» لأحمد عبد الله (السويد)، و«حكاية من شمرون» لعماد الابراهيم دهكردي (إيران)، و«عم التفاح أحمر» لإيهاب طربيه (سوريا)، و«برق» لكارمن جاكيي (سويسرا). وتضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، التي يترأسها المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، كلا من الممثلة البريطانية فانيسا كيربي، والممثلة الألمانية ديان كروجر، والمخرج الأسترالي جاستن كورزيل، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، والمخرجة المغربية ليلى المراكشي، والممثل الفرنسي طاهر رحيم.