قضية انتحار طبيب مقيم فموريزكو غادة كتكبر. فإلى جانب تصاعد دعوات مطالبة بفتح تحقيق قضائي لتحديد دوافع وضع حد لحياته، تقرر خوض "وقفات تأبينية" بكافة المراكز الاستشفائية الجامعية، غدا الأربعاء، مصحوبة بشكل احتجاجي آخر يتمثل في حمل عموم الطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين شارات سوداء، ابتداء من اليوم نفسه. وجرى الاتفاق على هذا البرنامج خلال اجتماع عاجل عقدته، مساء أول أمس الأحد، اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، والذي أعقبه إصدار بيان مشترك جاء فيه "تتابع اللجنتان بقلق شديد ما يجري نشره بخصوص قضية وفاة الدكتور ياسين رشيد، طبيب مقيم بمصلحة جراحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، وما تواتر من شهادات متعددة تؤكد ما كان يتعرض له، رحمه الله عليه، من جميع أشكال الظلم والتنكيل بشكل ممنهج من طرف أحد الأساتذة، وأن اضطراره للتدريب خارج أرض الوطن كان سبيلا للابتعاد من تلك الضغوطات والإهانات اليومية، والتي لا تمت للتكوين الطبي بأية صلة، ولا تتماشى مع الضوابط البيداغوجية والإنسانية الواجب اعتمادها في جميع مراحل الدراسات الطبية والجراحية". وأكد فيه أيضا أن "هذا النوع من الممارسات لا يزال حاضرا ومتفشيا في بعض المصالح الاستشفائية التابعة للمراكز الجامعية بعموم التراب الوطني، مما يجعل هذه الأخيرة غائبة وبعيدة كل البعد عن الدور المنوط بها في تكوين أطباء الغد، ضاربة عرض الحائط كل النظريات البيداغوجية الحديثة التي تجعل من الطالب محور هذه المنظومة". وأشارت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب أنه، "بعد استقراء للوضع والاستماع لمختلف الشهادات التي تصب في نفس الرواية، إضافة إلى أحداث متشابهة جرى التحقق من صحتها، تعرض لها طلبة وأطباء داخليون ومقيمون في العديد من المصالح الاستشفائية من ظلم وتعسف نفسي وبدني"، "نعلن استنكارنا للصمت الرهيب الذي تنهجه الجهات الوصية في الكشف عن نتائج التحقيق وملابسات هذا الحادث المأساوي، كما نجدد تضامننا مع عائلة وأصدقاء الدكتور ياسين رشيد رحمه الله، واستعدادنا التام للدعم المادي والمعنوي الكافيين إلى حين إحقاق الحق. كما نحذر، وفق ما تضمنه البيان نفسه، "بعض الممارسات الترهيبية والاستفزازية التي يعيشها الطلبة الأطباء والأطباء الداخليين والمقيمين بمقرات عملهم وتكوينهم، خصوصا بعد هذه الواقعة الأليمة، ورفضنا البات لكل الأساليب التحقيرية والتمييزية الممنهجة، التي تؤدي عند البعض إلى مضاعفات نفسية وجسدية حادة وخطيرة". – وبعد المطالبة ب "توفير الظروف اللازمة لضمان بيئة مهنية سليمة لتكوين وعمل الطلبة والاطباء، انطلاقا من معايير بيداغوجية وتقييمات دورية وموضوعية على مستوى أراضي التكوين والتدريب"، أكد، في البيان، على "مراسلة بشكل مستعجل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وعمادة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وإدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، وشبكة عمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ورئاسة جامعة الحسن الثاني، والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وكذا مختلف الهيئات الحقوقية، من أجل التدخل العاجل لاسترداد حق المرحوم الدكتور ياسين رشيد والقطع مع كافة الممارسات التي تحط من كرامة الطلبة والأطباء".