سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما معنى في مغرب اليوم، مغرب محمد السادس، مغرب 2022، أن تخرج امرأة عزلاء دون أي انتماء أو سند حزبي نقابي جمعوي أو مؤازرة حقوقية أو تضامن زملاء، وتصرح بكل حرية، من داخل المغرب، بتغيير معتقادتها، وتشرح أفكارها، بهذه الأريحية والثقة بالنفس؟
لابد أن مناخا ما تهيأ لها، من طرف أشخاص لا يمكن تجاهلهم ومؤسسات لا يمكن التنكر لها – وإلا سأكون جاحدة. ولذلك أود أولا أن أن أشكر مغاربة.. لا يستهان بعددهم، مسلمين وغير مسلمين، انتصروا على موجة التطرف وخطابات الكراهية والتفرقة، انتصروا على خطابات خفافيش الظلام. مغاربة منفتحون متسامحون متعايشون مع الاختلاف بثقة في النفس وسلام. أود أن أنحني تواضعا أمام نصف قرن من تضحيات مناضلين وحقوقيين ضحوا بالغالي والنفيس من أعمارهم وشبابهم وصحتهم النفسية والبدنية وأسرهم ومالهم وسط إكراهات ومضايقات واعتقالات سنوات الجمر والرصاص، حتى يمنحوا المواطن، خاصة المرأة، هذا النوع من الحرية والمساحة للتعبير. كما أود التعبير عن تقديري للجهود المبذولة من طرف كل المؤسسات الساهرة على الأمن المغربي، لضمان جو عام من الاستقرار والأمان. وسط منطقة تعج بالتطرف ومجتمعات تميل إلى الإقصاء. وأخيرا أعبر عن امتناني لجلالة الملك محمد السادس. الذي أوجه لجلالته الرسالة تلوى الأخرى عن أوضاعنا السياسية أو مطالبنا الاجتماعية ولم ألحظ ولا مرة ردة فعل سلبية من أي نوع أو أية جهة. بل أمام انغلاق ورجعية بعض أصوات المخزن، لطالما أظهر الملك انفتاحه وسماحته وإنصاته لنبض الشعب وتجاوبه الدائم بطريقته الخاصة. لا يمكنني أن أنكر كل هذه العقول والجهود التي هيئت لي مناخا يستوعب الاختلاف، بل والتعبير عنه. ولا يمكن عدم استغلال هذه الظروف الإيجابية للدفع بكل جهد ببلدنا نحو مزيد من العدالة الاجتماعية لكل مواطن مغربي، سياسيا واجتماعيا، بكل ما في كلمة العدالة من معنى: أن نعيش جميعا متساوين في الكرامة، والحقوق والواجبات والحريات بغض النظر عن العرق والدين والمعتقد والجنس والمستوى الاجتماعي.