دعت حركة التوحيد والاصلاح العضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بلاغ عممته عشية يومه السبت 25 ماي السلطات السعودية لتوضيح موقفها مما أسمته أخبار متداولة حول صدور أحكام بإعدام علماء ودعاة في السعودية. بلاغ الحركة الذي تحدث عن ما تداولته وسائل إعلام متنوّعة، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي مؤخّرا حول صدور أحكام بالمملكة العربية السعودية تقضي بإعدام كل من سلمان العودة، عوض القرني، علي العمري، والذين يعتبرهم الجناح الدعوي لحزب "العدالة والتنمية" من كبار العلماء والدعاة والمفكرين والمربّين المعروفين عبر العالم باعتدالهم ووسطيّتهم وحكمتهم وسماحتهم، وبإسهامهم في تأطير أجيال من الشباب المسلم وترشيد فهمهم للدّين وسلوكهم، ناشد السعودية في حال تأكد الخبر للتراجع عن هذه الأحكام والمبادرة إلى إخلاء سبيل كافة العلماء والدعاة والمفكرين المعتقلين، وكذا كافة دعاة الإصلاح السلميين، المعتقلين بسبب الرأي وإسداء النصح. وأكدت "التوحيد والإصلاح" في بلاغها ما قالت إنّ مواقفها هي "أن أي اعتقال ِلمَن لم يرتكب عملا يُجَرِّمه الشرع أو القانون، هو ظلم واعتداء وتعسّف". كما ناشدت كلا من رؤساء دول منظمة التعاون الإسلامي بذل كل الجهود واتخاذ كافة المساعي للحيلولة دون إصدار مثل هذه الأحكام، والسعي للإفراج عن هؤلاء العلماء والدعاة المذكورة أسماؤهم وعن كافة المعتقلين بغير وجه حق، وعلماء ودعاة ومفكري ومثقفي العالم الإسلامي، وكلّ أخيار وأحرار العالم؛ هيئات وأعيانا رسميين ومدنيين أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل حمل السلطات السعودية على إلغاء مثل هذه القرارات، وعلى الالتزام بتمتيع كافة معتقلي الرأي بحقهم في الحرية والتعبير. أحمد عصيد الباحث والحقوقي وفي تصريح خص به موقع "الصحيفة" قال بأن مثل "هذه الأحداث والوقائع هي التي تجعل الإسلاميين يفهمون الخطاب الحقوقي الذي ندافع عنه، فعندما نقول بأننا ضد مثل هذه الاحكام، يتصدون لنا ويرفضون نضالاتنا من أجل وضع حد للحكم بالإعدام، وهاهم الآن يتوسلون لإيقاف تنفيذ أحكام الإعدام فقط في حق الأشخاص الذين ينتمون لتيارهم، ولهذا ندعوا هؤلاء الناس لفهم قيمة المرجعية الدولة لحقوق الإنسان التي تطالب بوضع حد لهذه الاحكام القاسية، وبالمناسبة لقد وقفنا ضد أحكام الإعدام في حق الإخوان المسلمين في مصر، وقلنا آنذاك أن هذا نوع من الظلم". مشيرا أنه من المعلوم أن هذه الأحكام وهذه القرارات هي في الواقع تتم تحت مظلة أمريكية، فمحمد بنسلمان هو بصدد تنفيذ مخطط أمريكي جديد بعدما فسخت أمريكا تعاقدها مع "الاخوان المسلمين". مذكرا بخروج ملايين المصريين إلى الشارع ضد حكم محمد مرسي، حيث تم إسقاط حكمه وعودة العسكر للاستيلاء على السلطة، في ذلك الوقت انقلب الموقف الأمريكي الذي كان في الأصل متحالفا مع نظام "الإخوان المسلمين" من أجل تنصيب حكومات "إخوانية"، واليوم وبعدما انقلب الموقف الأمريكي وبدأوا يُضحُّون بحلفائهم القدامى، ويتمظهر ذلك في السياسة الجديدة للسعودية التي بدأت تضع حدا للتطرف الديني وتحاكم دعاة هذا التطرف والايديولوجيون القدامى للاخوان المسلمين وللسلفية الوهابية. في السياق ذاته، أكد عصيد أن على "حركة التوحيد والاصلاح" أن تفهم هذا السياق، وليس أن تلعب على الحبلين، فعندما يكون القرار خادما لأجندتها وتوجهها تبتهج وتصفِّق، وعندما تكون الأحكام ضد مصالحها فإنها تتضرع وتتوسل وتبكي. عصيد وفي معرض حديثه للموقع ذكر بأن حركة التوحيد والاصلاح أصدرت بيانا ينوه بالأجهزة الأمنية المغربية التي اعتقلت مسيحيين مغاربة وحكمت بالطرد في حق مبشرين، فقط لأن الحركة ضد التعددية الدينية ولا تريد الإعتراف بأن للمغاربة حرية اختيار الدين، وهو موقف غير منسجم. متسائلا، كيف تريد الحرية للقرني وللعودة ولا تريد الحرية لإخوانك المغاربة في اختيار الدين الذي يريدون، لهذا نطالب الإسلاميين بأن يكون لهم موقف منسجم وواضح من المرجعية الحقوقية، لأنه في النهاية في صالحهم هم أيضا. يختم عصيد حديثه.