قال نزار بركة، وزير والتجهيز والماء، إن أزمة ندرة الماء بالمغرب نتيجة عن التغيرات المناخية وعدم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للماء التي وضعت سنة 2009، في إشارة إلى تحميل المسؤولية للحكومات السابقة. وأوضح بركة، خلال عرض له بمجلس النواب اليوم الثلاثاء 1 مارس الجاري، أن "الموارد المائية ببلادنا تعرف إكراهات عدة نذكر منها ارتفاع الطلب على الماء وانجراف التربة وتوحل حقينات السدود و الاستغلال المفرط للمياه الجوفية وتلوث الموارد المائية و ضعف تثمين الموارد المائية المعبأة بالإضافة إلى الإكراهات المتعلقة بالتمويل و الموارد البشرية". وأفاد الوزير بأن "إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، فقد تم إلى حدود الآن تعبئة 71 مليون متر مكعب من المياه العادمة المعالجة ويتم استغلال 54 مليون م3 منها في سقي المساحات الخضراء والغولف والماء الصناعي (المكتب الشريف للفوسفاط)، وهو ما يشكل حوالي 25 % من الحجم المقترح في الاستراتيجية". ويقدر معدل الواردات المائية الناتجة عن التساقطات المطرية السنوية على مجموع التراب الوطني بما يناهز 140 مليار متر مكعب، منها 118 مليار متر مكعب تضيع عبر التبخر والرشح الطبيعي Evapotranspiration) ) وفق عرض الوزير. وبخصوص حصيلة إنجاز الإجراءات المقترحة في الاستراتيجية الوطنية للماء 2009-2030، قال الوزير إن السدود المبرمجة والبالغ عددها 57 سدا، فقد تم إنجاز 9 سدا كبيرا في حين توجد 15 سدا في طور الإنجاز وهو ما يبين تأخر في وتيرة الإنجاز المبرمجة. وأفاد المتحدث أن مشروع تحويل المياه من أحواض لاو واللكوس وسبو إلى أحواض أم الربيع وتانسيفت، عرفت تأخرا في إنجازه. مما نجم عنه تأثير على تلبية الحاجيات من الماء الصالح للشرب لكل من المدن الساحلية الأطلسية ومدينة مراكش وكذلك سد الحاجيات من مياه السقي للأراضي السقوية بدكالة وبني عمير وتاساوت. وزاد والمتحدث :"وعرفت مشاريع تحلية مياه البحر تأخرا في الإنجاز ونخص بالذكر المتعلقة بدعم تزويد مدينة الدارالبيضاء الكبرى بالماء الصالح للشرب التي من المتوقع أن تعرف عجزا من الماء على المدى المتوسط (2025) وكذا مشروع تحلية مياه البحر بمدينة السعيدية (لسد حاجيات مياه كل من السعيدية والدريوش والناظور وبركان) مما ترتب عنه عجز مائي خاصة للمدن الشمالية الشرقية. وكذا تأخير توسعة محطات سيدي إفني وبوجدور والعيون". وزاد الوزير :"فيما يخص الحفاظ على المياه الجوفية، تم تحديد 34 فرشاة مائية تستوجب إبرام عقود تدبيرها. تم التوقيع على ثلاثة منها فقط (سوس-ماسة والحوز-مجاط وبرشيد)، كما توجد ستة عقود جاهزة للتوقيع تخص فرشات فاس-مكناس، وتادلة، والداخلة، وبودنيب والرمل. وتم إصدار مرسوم يحدد منطقة حماية فرشة اشتوكة وإعلانها حالة ندرة المياه لتسهيل تدبيرها المندمج".