تعيش غالبية المحطات الطرقية بالمغرب، على رأسها محطة ولاد زيان بالدار البيضاء، أزمة خانقة جراء الركود الذي أصاب قطاع النقل الطرقي عبر الحافلات. وأرجع مصدر عليم هذه الأزمة إلى نفور المسافرين عن التنقل عبر الحافلات لعدة أسباب منها ما يتعلق بالإجراءات الاحترازية المتعلقة بفرض جواز التلقيح، وأخرى مرتبطة بالفوضى التي تطغى على القطاع بشكل عام. وكشف ذات المصدر ل"كَود" أن الوضعية الراهنة للقطاع خطيرة حيث أن عدة حافلات تغادر محطة انطلاقها ب5 أو 6 مسافرين فقط، ما يجعلها تتكبد خسائر فادحة. وزاد ارتفاع سعر البنزين من مفاقمة الوضع المتأزم للمهنيين حيث لم يجد أرباب الحافلات كيف يغطون المصاريف اليومية لتنقل الحافلة ومبالغ كراء المأذونيات. كما أن قطاع النقل الطرقي عبر الحافلات صار يواجه منافسة شرسة من وسائل نقل أخرى أضحت تقدم عروضا اقتصادية مغرية، وتوفر سبل راحة أفضل من الحافلة، ناهيك عن الانضباط في الوقت واحترام المسافرين. وينتظر أصحاب المقاولات العاملة في المجال والمهنيون من الوزارة الوصية على القطاع التدخل العاجل لدعمهم وإنقاذ مقاولاتهم من الكساد الذي يهددها وسيدفعها، في حال استفحلت الأزمة الحالية إلى التخلص من المستخدمين وتوقيف بعض الخطوط وفسخ عقود كراء مأذونياتها. لكن، من جانب آخر، يبدو أن هذه الأزمة التي تنخر جسد قطاع النقل الطرقي عبر الحافلات لا تجد تضامنا من طرف المواطنين حيث لاحظت "كَود" في مواقع التواصل الاجتماعي على الصفحات المختصة أن جل تعليقات روادها يشمتون في الواقع المر الذي يعاني منه القطاع. ومرد ذلك حسب ما استنتجت "كَود" من تعليقات المواطنين، هو فرط الاستغلال الذي عانوه مع أصحاب الحافلات والمهنيين الذين كانوا يضاعفون من ثمن التذاكر بحجة احترام تدابير كورونا، وفي واقع الأمر ينقلون السعة الكاملة للحافلة مستفيدين من تواطئ بعض الجهات. فكان العاملون بالقطاع "يمتصون دماء المسافرين"، وفق توصيف أحدهم، و"يأكلون مثل المنشار طالعين ونازلين"، حسب تعليق آخر، فكانوا يستفيدون من التذكر المضاعفة وينقلون السعة العادية للحافلة لتزيد أرباحهم 3 مرات دفعة واحدة. أكثر تعليقات المواطنين انتقدت "جشع" المهنيين في القطاع الذي عرف عنه استقطابه للمواطنين البسطاء "الدراوش" المنتمين إلى الطبقات الهشة والضعيفة والذين لم يعودوا قادرين على أداء التذاكر الجديدة للحافلات التي تضاعفت بعد التخفيف من قيود الجائحة. كما أن الفوضى الذي تعرفه أغلب المحطات الطرقية وعدم انتظام مواعيد الحافلات وعدم احترام المسافرين، كلها عوامل أخرى أبعدت المسافرين عن الحافلات مؤقتا في انتظار إصلاح جذري قد يشهده القطاع مع المسؤولين الجدد بوزارة النقل.