تفاجأ المسافرون، صباح أمس الأربعاء بارتفاع صاروخي للأسعار في شبابيك محطات النقل الطرقي عند إقدامهم على حجز تذاكرهم استعدادا للسفر يومه الخميس، وهو الموعد المعلن من طرف السلطات لعمومية لعودة أنشطة النقل عبر المدن، بعد توقف تجاوز الثلاثة أشهر بفعل جائحة كورونا «كوفيد-19». ولم يقتصر هذا الارتفاع على محطات النقل الطرقي، بل طال الطاكسيات الكبيرة الرابطة بين المدن التي لم تسلم هي الأخرى من تدفق المسافرين المطالبين بحجز مقاعدهم بها، وذلك تفاديا للازدحام الذي قد يخلقه التوافد الكبير عليها صباح يومه الخميس. وتأتي عودة حركة السفر بين المدن وسط حزمة من الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الوزارة من خلال دفتر تحملات، تلتزم مقاولات النقل العمومي باحترامه، والمتعلق أساسا باحترام شروط السلامة الصحية. ومن بين هذه الشروط، التعقيم المستمر للحافلات، وإجراء التحاليل للعاملين بشركة النقل «السائق ومرافقه» قبل مباشرة العمل، بالإضافة إلى الزامية ارتداء الكمامة، والسهر على احترام التباعد الاجتماعي أثناء السفر، من خلال استغلال نصف مقاعد الحافلات. كما فرض على الشركات التي تسير محطات النقل الطرقي للمدن، اتخاذ مجموعة من التدابير، أولاها التعقيم والنظافة المستمرة لمرافق المحطات، ثم السهر على تنظيم المهنيين داخل المحطة، من خلال وضع حد لفوضى التذاكر، التي أصبح من الضروري اقتنائها من الشبابيك بدل «الكورتيا». إلا أن أسعار التذاكر ظلت مغيبة من كل هذه الاهتمامات. فقد عمد أرباب النقل إلى فرض زيادة تتراوح بين 30 و40 بالمائة حسب المسافة. المقطوعة. وعزت مصادر بيان اليوم من داخل المحطة الطرقية لمدينة فاس هذه الزيادة إلى الانخفاض في عدد الركاب، حيث ستضطر الحافلات إلى التنقل بنصف عدد المقاعد، مع تحملها لنفس التكاليف المتمثلة في المحروقات وواجبات استعمال الطرق السيارة. كما عزت مصادرنا هذه الزيادة إلى الخسائر التي ألحقتها كورونا بالقطاع بعد هذا التوقف الاضطراري جراء الحجر الصحي الذي أملاه فيروس كورونا للحد من انتشاره وتوسعه، خاصة في الشق المرتبط بقروض الأبناك، وفواتير التأمين، ومصاريف تهيئة الحافلات التي ألحق بها هذا التوقف خسائر متفاوتة الأهمية. هذه المبررات اعتبرها المسافرون تقنية ومهنية كان الأجدى أن تناقش مع الوزارة الوصية بدل تحميل المواطن عبئها، خاصة وأنه هو أيضا عانى من التوقف الذي فرضته جائحة كورونا. ولم يستسغ أحد المسافرين الذي تحدثت معهم بيان اليوم أن ترتفع مثلا تذكرة السفر من فاس إلى مدينة الدارالبيضاء من 70 درهما إلى 250 درهما. من جهته، طالب مسافر آخر وزارة النقل بتشكيل لجن خاصة بالمراقبة على مستوى المحطات الطرقية، من أجل السهر على احترام الأسعار من قبل شركات النقل العمومي، مشيرا إلى أن المسافرين سيؤدون ثمن استهتار مهنيي النقل الطرقي.