بعد فورتادو ودجو دوكير ويوسف إسلام، أعلن قبل أيام عن اختيار الفنانة الكولومبية من أصل لبناني شاكيرا لحفل اختتام المهرجان. أسماء كبيرة كان يمكن أن تعطي للمغرب صورة البلد المتفتح لو كان تنظيم هذا المهرجان الغريب العجيب من قبل شخص آخر لا يشتغل في القصر ولا تربطه صلة بالملك. مهرجان "موازين" بدأ، منذ أن أصبح الماجيدي رئيسا لمؤسسة "مغرب الثقافات"، يقتل قتلا رحيما عددا من المهرجانات، فالمؤسسات الخاصة الكبيرة في المغرب كانت تساهم بشكل كبير في تمويل عدد من مهرجانات خاصة في الصويرة وفاس وأكادير، لكن نسبة كبيرة من مساهماتهم (في إطار السبونسورين) في مهرجان "موازين" خلاهم يقلبو على كلشي. لو أن وراء هذا التفكير رغبة حقيقية من قبل شركات ك"اتصالات المغرب" و"مجموعة أكوا" و"الضحى" ... في تسويق ماركاتهم وربطها بكبار الفنانين، لكان الأمر مقبولا، لكن مدراء هذه المؤسسات يفعلون ذلك خوفا أو من باب سد الباب اللي يجيك منو الصداع. مهرجان "موازين" الذي لا يتوفر حتى على تصور واضح، هذا الخليط بين أجناس موسيقية يسعى إلى ما هو عزيز على الماجيدي وفريقه "البطل الوطني". مفهوم يريد من خلاله، في الاقتصاد، كما في الرياضة وحتى الثقافة، أن يجعل حدثا واحدا يجلب أكثر الاهتمام لذا وجب إنجاحه بكل الوسائل. لا يهم حتى ولو تم استدعاء وكالات غربية للعلاقات مع الصحافة المغربية ولا تتوفر على الحد الأدنى من المهنية، المهم هو البلاطو والضيوف ولا يهم ما تقوله بعض الصحف، مادامت صحف كثيرة، بالإضافة إلى جميع القنوات والإذاعات، مضمونة سلفا ومعروف قصائد المدح التي ستقال عن المهرحان. المغرب في حاجة إلى مهرجانات تتنافس منافسة شريفة لجلب السبونسور والبارطونير، يحتاج أكثر إلى سياسة ثقافية بعيدة المدى تجعل من المغربي شخصية منفتحة تقبل الآخر وتتباهى بتاريخها محتاج إلى دعم كبير للمسرح وإلى اهتمام بالموسيقى والرقص والفنون التشكيلية وإلى رفع الدعم للإنتاج السينمائي وإلى إصلاح أعطاب تسويق الأفلام (القاعات السينمائية) يحتاج إلى فضاءات كي يعبر فيها الشباب مجهزة بأجهزة متطورة. لو فكرت الشركات التي تستجيب لطلبات مهرجان الماجيدي بسرعة، أن تخصص ولو جزءا من ميزانياتها إلى تشجيع هذه المشاريع وتشجيع الثقافة والفنون في المدارس العمومية والجامعات والأحياء، يمكن بهذا أن تخلق مواطنا مغربيا منفتحا قادرا على تطوير بلده.