يروج حالياً في صالونات العاصمة المغربية الرباط، الحديث حول إمكانية إلغاء الدورة العاشرة من مهرجان "موازين- إيقاعات العالم" لهذه السنة، المقرر انطلاقته شهر مايو القادم، حسب ما أشار إليه مصدر رفض كشف اسمه. وأرجع ذات المصدر، أسباب ذلك، إلى ضغط الأحداث الجارية في المنطقة العربية، والمرتقب أن تصل رياحها إلى المغرب على ضوء المسيرة السلمية التي دعا إليها مجموعة من الشباب المطالبون بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد، وهي الدعوة التي لقيت دعما ومساندة من طرف التنظيمات اليسارية الحزبية والشبيبية، وكذا 20 منظمة حقوقية، إضافة إلى جماعة العدل والإحسان. وأشار نفس المصدر بأن الميزانية التي تصرف على هذا المهرجان الذي يشرف على تنظيمه جمعية مغرب الثقافات، التي يرأسها محمد منير الماجيدي، مدير الكتابة الخاصة للعاهل المغربي محمد السادس، المصرح بها رسميا، تتجاوز تبعا لمحدثنا، 27 مليون درهم مغربي، وذلك لكونه يستقطب نجوما من العيار الثقيل، كما هو الشأن لهذه الدورة، التي ستستضيف شاكيرا، ستيفنس، ونيلي فيرتادو، الليدي غاغا، مسلم ...،إنها أسماء وازنة تلتهم إلى جانب مصاريف التنظيم أموالا طائلة على مستو ى الأجور والإقامة، تستفز شبابا عاطلا يبحث عن الشغل والخبز، وبنيات تحتية تستجيب لحاجياته الاجتماعية والترفيهية، يضيف المصدر ذاته. من جانبه اعتبر أحمد نجيم مدير صحيفة goud.ma ،أن هذا المهرجان، كان بإمكانه أن يقدم صورة ايجابية عن انفتاح المغرب، كما تروج له الجهة الساهرة على تنظيمه، لو لم يكن الماجيدي رئيسا ل"جمعية مغرب الثقافات"، مشددا على أن الوضع الاعتباري للرجل، يجعل الشركات والمؤسسات الكبرى، تقدم على دعم مهرجانه ليس بغرض تسويق صورتها، بقدر ما ترعاه خوفا على مصالحها وتلافيا منها لكل ما يمكن أن يوجع دماغها. وأكد نجيم، على أن المغرب في حاجة لمهرجانات تتنافس منافسة شريفة لجلب المدعمين المستشهرين، وتمس اهتماماتها، كافة أشكال الفرجة: سينمائية، مسرحية، موسيقية، وتمتد إلى باقي الفنون، وأن يكون ذلك مقرونا في نظره، بسياسة ثقافية تأخذ بعين الاعتبار مسألة البنيات التحتية، وتجهيز فضاءات العرض أحسن تجهيز لتستجيب لمتطلبات الشباب من جهة، ولمتطلبات العرض الحديثة أيضا. تلميذ مغربي "16" سنة، انتقد مهرجان موازين في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس، اختار أن يقدمها في قالب غنائي، اعتمد أسلوب موسيقى الراب، واستدعى من خلالها مثل مغربي باللهجة المغربية، يقول، ما مفاده، "ماذا يخصك أيها العاري؟ فيأتي الجواب، خاتم يا مولاي"، في إحالة على مهرجان موازين الذي يعد الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني والعربي وينظم في غياب بنيات تحتية. ويعتذر صاحب الأغنية (الرسالة)، التي تتزامن مع دعوة الشباب بتنظيم مسيرة 20 فبراير، من الملك على جرأته التي لا يعتبرها تقل من الحياء والاحترام الواجب له، بقدر ما يسعى من وراء رسالته، أن يثير انتباهه للمحيطين به والمهازل التي يرتكبونها حسبه، في حق الشعب. راوحت أجور الفنانين العرب الذين حضروا مهرجان موازين العام الماضي بين 50 و70 ألف دولار للفنان الواحد، وتشير تقارير إلى أن هذا المبلغ قد يتضاعف عندما يتعلق الأمر بالفنانين الغربيين المعروفين من النوع السالف ذكره. وكانت إحدى الدورات السابقة، قد شهدت نهاية مأساوية عندما لقي 11 شخصا مصرعه بسبب التدافع، في إحدى السهرات الختامية للمهرجان.