تتيح بحيرة ويوان الواقعة في أعالي جبال خنيفرة، فضاء متميزا لعشاق الاستجمام في أحضان الطبيعة وممارسة الرياضات الجبلية، وتعد بحق مثابة سكينة وهدوء في أيام الصيف الحارة. وتقع بحيرة ويوان على بعد 68 كلم من مدينة خنيفرة، على ارتفاع 1600 متر، وهي ذات وفرة في المياه حيث تتغذى بدون انقطاع من عدة ينابيع وروافد صغيرة. وتبلغ مساحة البحيرة 17.5 هكتار، وهي موطن لعدة أنواع من الأسماك والطيور المائية والنباتات، كما أن محيطها زاخر بتشكيلة نباتية متنوعة وغنية ما يجعلها واحدة من أهم المعالم السياحية في الأطلس المتوسط. يقول سعيد الوديني الفاعل الجمعوي المحلي في تصريح لقناة "م24" التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن البحيرة أصبحت حاليا تعرف توافدا هاما للزوار بعد رفع الحجر الصحي ومجيء موسم العطل، وتعتبر وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة. وأضاف أن المئات من الزوار يتوافدون عليها يوميا من جميع مناطق المغرب خصوصا القريبة للاستجمام بالنظر لما تتيحه من فضاء طبيعي رائع ومتميز، إذ تتوفر على أنواع من القردة والذئب البري، والطيور المائية وتنوع بيولوجي كبير وغابات ظليلة من شجر الأرز. وتتميز البحيرة بمناخ معتدل، خصوصا في فصل الصيف ولا يزيد عمقها على المتر ونصف المتر وتبلغ سعتها من المياه نحو ال 240 الف متر مكعب ومحيطها ألفي متر. ويحيط بالبحيرة والواقعة بالمنتزه الوطني لخنيفرة غطاء نباتي متنوع، إذ تكثر أشجار البلوط الأخضر والأرز. وقد صنفت البحيرة ضمن لائحة رامسار (المعاهدة الدولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة) للمواقع الرطبة ذات الأهمية العالمية. وتعتبر بموجب هذا التصنيف منطقة رطبة ذات أهمية إيكولوجية على الصعيد العالمي. ويتوفر إقليمخنيفرة على العديد من المواقع ذات الجذب السياحي التي تثير شغف الزوار الذين يبحثون عن الطبيعة والرياضات الجبلية، وبه بحيرات ذات أهمية سياحية منها بالإضافة الى ويوان بحيرات أكلمام أزكزا وأكلمام أبخان وتيغلامين وأكلمام ميامي. يذكر أن الأطلس المتوسط ، يعد الخزان المائي المغربي بامتياز، والمنطقة الشمال أفريقية الأغنى من حيث الأراضي الرطبة، خاصة البحيرات الطبيعية والأنهار والينابيع الباردة. وتؤدي هذه النظم البيئية الجوفية وظائف هيدرولوجية واجتماعية اقتصادية وبيئية قيمة تمتد لجميع أنحاء التراب الوطني، ما يجعل منها بحكم تنوعها البيولوجي منطقة ذات أهمية عالمية، وفقا لمعايير اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة. ومع ذلك، فإن معظم هذه الأراضي الرطبة تعاني من عدد من الاختلالات الناتجة عن الأنشطة البشرية والتي تفاقمت بسبب الجفاف والتغيرات المناخية، وهو ما يجعل كلا من صناع القرار والعلماء يجمعون على إلحاحية الحفاظ عليها وتأهيلها بشكل مستدام.